يبدو أنّ قوّات حلف شمالي الأطلسي وتلك التابعة لقوات التحالف في أفغانستان، لن تعرف السكينة في المدى المنظور؛ فبعد تسجيل العام الماضي أعلى نسبة من الخسائر في صفوفها، خلال المواجهات مع ميليشيا “طالبان”، منذ احتلالها للبلاد عام 2001، لا يبرح الميدان يكلّفها أكثر من المتوقّع، رغم الابتكارات العسكريّة، التي كان آخرها استراتيجيّة “الثلج الصناعي”. وأعلن بيان للتحالف مقتل جندي أميركي أمس في محيط منطقة ناراي، في ولاية كونار، على الحدود الباكستانيّة، من دون الإفادة بأية تفاصيل إضافية.
وفجّر انتحاري نفسه أمس في مستشفى في خوست شرق البلاد، حيث كان فريق من إعادة الإعمار، يعقد اجتماعاً مع مسؤولين محلّيين، ما أدّى إلى إصابة 7 جنود أميركيّين، بحسب وزارة الداخلية الأفغانيّة.
كذلك، أعلنت قوات التحالف، في بيان، تعرّض قافلة تابعة لها لهجوم بالصواريخ شنّه متمرّدون في سهل تاباغ (ولاية كابيسا) على بعد 70 كيلومتراً شمالي شرقي كابول من دون أن يسفر عن ضحايا.
وفي ولاية زابل الجنوبية، أطلقت قوّات الأطلسي النار على سيّارة مدنيّة، لم تتوقّف عند نقطة تفتيش قرب موقع تحطّم مروحيّة تابعة لها، ما أدّى إلى مقتل سائقها، وبالتالي يرتفع عدد المدنيين ورجال الشرطة الذين قتلوا في حوادث مماثلة، خلال ثلاثة أيّام، إلى خمسة.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أنّ القوات الوطنيّة والأجنبية استعادت أمس، ومن دون أيّ مواجهات، السيطرة على منطقة باكوا في ولاية فرح المعزولة، في غرب البلاد، التي كانت سقطت أوّل من أمس، بأيدي حوالى 300 من مقاتلي حركة “طالبان”.
في غضون ذلك، أقرّ مجلس الشيوخ الأفغاني أمس مشروع قانون مثيراً للجدل، يتعلّق بالعفو عن جرائم الحرب التي ارتُكبت خلال العقود الثلاثة من النزاعات في أفغانستان، على قاعدة السعي إلى إرساء “المصالحة الوطنية”، إلا أنّ المشروع لا يزال بحاجة إلى مصادقة الرئيس الأفغاني حميد قرضاي.
(أ ف ب، أ ب)