strong>سوريا: نؤثّر في لبنان... ولا نتدخّل في شؤونه
أبدت بريطانيا أمس مؤشر ليونة تجاه دمشق، وأعلنت استعدادها للتعاون معها في العراق، إلا أنها انتقدت موقفها في لبنان، ووصفته بأنه «عدائي»، في وقت جددت فيه سوريا تأكيد أنها لا تتدخل في لبنان، وتدعم ما يتوافق عليه اللبنانيون.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني، طوني بلير، أمس إيران وسوريا إلى الاختيار ما بين تشجيع الديموقراطية في الشرق الاوسط أو البقاء في عزلة، معتبراً أن مواقف البلدين لا تتسم بالوضوح.
وقال بلير، أمام مجلس العموم، «بات واضحاً في الفترة الأخيرة أن سوريا أدركت التهديد الذي تمثله القاعدة وأنها تتحرك ضدها، لكن نياتها إزاء العراق لا تزال مبهمة وتتسم بالعدائية تجاه لبنان». وأضاف «إننا مستعدون تماماً للتعامل مع إيران وسوريا في ما يتعلق بدعم ومعالجة الأوضاع في العراق، شرط أن تكونا مستعدتين لعمل ذلك.. لكن القضية هي هل هما مستعدتان لعمل ذلك». وتابع «في ما يتعلق بسوريا، أعتقد أن هناك بعض المؤشرات إلى أن حكومتها مستعدة للمساعدة. لا نستطيع أن نكون متأكدين من ذلك، لكن هناك بعض المؤشرات المبدئية».
وقال بلير إن إيران على الجانب الآخر قد يكون لها إسهام في تدهور الوضع الأمني في العراق بسماحها بتهريب الأسلحة عبر الحدود. وأضاف «إن ذلك واضح تماماً بالنسبة إلينا. ونحن نؤيد كلية في هذا الخصوص ما قاله الأميركيون الأسبوع الماضي بأن الذخائر الحربية التي تستخدم غالبيتها ضد جنود بريطانيين إيرانية المنشأ».
وشدد بلير على أنه مستعد لإشراك إيران وسوريا في المساعي الاقليمية لتحسين الأمن شرط تخلي طهران عن أنشطتها الحساسة لإنتاج الوقود النووي وتوقف الدولتين عن دعم ما يراه الغرب إرهاباً.
وقال بلير إن «البلدين، وإن كانا مختلفين كثيراً، لديهما خيار واضح». وأضاف إنه يمكنهما «أن يعملا مع المجتمع الدولي او على تحديه. يمكنهما ان يختارا تأييد السلام في فلسطين والديموقراطية في لبنان وحكومة منتخبة في العراق، وفي هذه الحال سنكون مستعدين للتجاوب». ورأى أن الشرق الأوسط يعيش لحظة «صراع تاريخي بين قوى التقدم والقوى الرجعية».
من جهتها، رأت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أن نتائج إيجابية تمخضت عن الزيارة التي قام بها كبير مستشاري بلير، نايجل شاينوولد، إلى دمشق، ولم تستبعد أن تجري بلادها اتصالات جديدة مع دمشق.
وقالت بيكيت، خلال جلسة برلمانية مساء أول من أمس، «إن دمشق أبدت استعدادها كي تكون منخرطة إيجابياً وبشكل أكبر مع حكومة العراق، وقام وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) بعد فترة قصيرة من زيارة شاينوولد بالتوجه إلى بغداد وتلتها نقاشات أخرى بين الحكومتين ثم زيارة رئيس العراق (جلال الطالباني) إلى دمشق، كما أن سوريا فتحت سفارة لها في العراق». وتابعت «نحن من طرفنا نريد إقامة علاقة أفضل مع السوريين لكن هذا يتطلب منهم في المقابل أداء أدوار بناءة أكثر في المنطقة».
إلى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء السوري، عبد الله الدردري، الذي زار برلين بداية الشهر الجاري، إن ألمانيا ستبذل جهدها لإقناع الأميركيين برفع العقوبات التي يفرضونها على دمشق.
وقال الدردري، في حديث إلى صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، “سمعنا من كل مَن تحدثنا إليهم في ألمانيا أنهم سيبذلون في الواقع جهداً لإقناع الولايات المتحدة برفع عقوباتها عن سوريا. لقد قالوا لنا إن ألمانيا لا تؤمن بالعقوبات والعزل، لكن بالتعاون والحوار والنقاش، تماماً كسوريا”.
وشدد الدردري على “أنه إذا أرادت أي قوة أجنبية أن تؤدي دوراً بناءً في الشرق الأوسط، فعليها القيام بذلك عبر دمشق”.
وبالنسبة إلى الموضوع اللبناني، رأى الدردري أنه “من الطبيعي أن سوريا لديها تأثيراً في لبنان لأسباب تاريخية وجغرافية”. وقال “خرجنا من لبنان ولا نريد العودة مجدداً. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. نشعر بالالتزام نحو استقرار لبنان وأمنه. كل مشكلة في جوارنا تمثل خطراً أمنياً بالنسبة إلى سوريا. ولهذا سندعم أي تسوية يتوافق عليها اللبنانيون”.
وأشار الدردري إلى أن “قانوناً جديداً يجري الإعداد له في دمشق سيجعل من فرض حالة الطوارئ (المفروضة منذ عام 1963 تاريخ تسلم حزب البعث للسلطة) أمراً أكثر صعوبة بشكل ملحوظ”.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، د ب أ)