طهران ـ محمد شمص
اتجاه نحو قرار دولي يشدد العقوبات... وإيران تختبر صاروخاً جديداً مضاداً للدروع


في سباق محموم مع الزمن، حاولت طهران استغلال اللحظات الأخيرة، عشية انتهاء المهلة المخصصة لها لوقف التخصيب بحسب القرار الدولي 1737، لإقناع الأوروبيين بالعودة إلى طاولة التفاوض المباشر لحل الأزمة النووية، فيما يتوقع أن ترفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً إلى مجلس الأمن الدولياليوم يفيد بأن طهران تواصل التخصيب بالتزامن مع الحديث عن إمكان استصدار قرار جديد ضد الجمهورية الإسلامية.
وجددت طهران أمس تمسكها بمواصلة أنشطتها النووية. وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد: «إننا لا نعتني بمواقف تلك الدول المتغطرسة المعرضة لنشاطاتنا النووية السلمية، وسنواصل البرنامج النووي».
وأضاف نجاد، أمام حشد جماهيري في مدينة سياهكل في شمال إيران، إن «القطار النووي يسير على السكة بسرعة ولن يستطيع احد ايقافه». وأشار إلى الانجازات العلمية الاخيرة التي حققتها ايران ومنها اكتشاف دواء لمعالجة مرض الايدز المستعصي. وقال “ان الإيدز هو وليد حضارتهم وعلاج هذا المرض هو حصيلة حضارتنا”.
بدوره، قال وزير الخارجية منوشهر متكي، للصحافيين في نهاية زيارة إلى تركيا استمرت يومين: “لقد طرحت الولايات المتحدة خيارين: الاول استخدام العنف والثاني التعاون.. ونحن مستعدون للاحتمالين، ولكننا بالطبع نفضّل التعاون دائما”، مشدداً على ان ايران مستعدة لأي عمل عسكري اميركي محتمل بسبب برنامجها النووي.
من جهة ثانية (أ ف ب، يو بي آي، مهر)، دعا الممثل الخاص للمرشد الأعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي، وزير الخارجية الاسبق علي اكبر ولايتي، في حديث لصحيفة “لوموند” الفرنسية امس، فرنسا والمانيا وروسيا والصين الى “تليين” الموقف الاميركي من الملف النووي الايراني. واضاف: “لا اعتقد ان قراراً جديداً لمجلس الامن سيسهم في تسوية المشكلة”، مشيراً إلى أن “الامر يكاد يكون معادلة رياضية تفيد بأنه في حال انتصار التطرف هناك (في مجلس الامن) فإنه سينتصر ايضاً هنا (في ايران)”.
وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، غلام علي حداد عادل، إن بلاده تدرس اقتراح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي دعا فيه طهران إلى تعليق تخصيب اليورانيوم في مقابل تعليق العقوبات الدولية ضدها.
وفي نيويورك، اقر دبلوماسيون في الامم المتحدة امس بأن صدور قرار دولي جديد يشدد العقوبات التي فرضها القرار السابق رقم 1737 الصادر في كانون الاول على ايران، «يبدو حتمياً».
غير ان جميع الدبلوماسيين في الامم المتحدة دعوا إلى التأني، مشيرين إلى انه يجب انتظار الاطلاع على تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية قبل اتخاذ اي قرار.
ويتوقع ان يلحظ البرادعي في التقرير، الذي سيقدمه اليوم على الارجح، تزايد وتيرة تخصيب اليورانيوم في ايران، ما قد يؤدي إلى زيادة العقوبات التي قررها مجلس الامن ضدها.
غير ان دبلوماسياً قريباً من وكالة الطاقة قال إنه «لن يتم اتخاذ اي إجراءات قبل الاجتماع التالي لمجلس محافظي الوكالة البالغ عدد أعضائه 35، الذي يستمر من الخامس الى التاسع من آذار، ما يتيح مزيداً من الوقت للحوار».
وفي سياق متصل، أكد دبلوماسي أميركي للصحافيين عدم وجود اي مشروع قرار متفاوض بشأنه مسبقاً بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين يصار الى توزيعه حال تلقي مجلس الامن تقرير الوكالة الدولية.
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، الذي قام بزيارة لروسيا امس: «يجب ان نقوم الآن بصياغة قرار جديد مع زملائنا الاوروبيين والروس والاميركيين وان يذهب هذا القرار ابعد من القرار الذي كنا تبنيناه بالاجماع في 23 كانون الاول».
إلى ذلك، أجرت إيران امس اختباراً على صاروخ من نوع “توسن” المتطور المضاد للدروع، وذلك في اليوم الثالث والأخير من أكبر مناورة برية تجري في البلاد. ونقلت وكالة (إرنا) عن المتحدث باسم المناورات العميد نيل فروشان قوله: “إن هذا الصاروخ الذي تم تصنيعه في إيران، قادر على اختراق أعتى الدروع في العالم، وبإمكانه إصابة أهدافه بدقة”.