strong>غزة ــ رائد لافيرام الله ـــ سامي سعيد

انقسام داخل «فتح» حول توزير دحلان... وعقدة «الداخلية» على حالها

جددت حركة “حماس” أمس رغبتها الملحّة في إعلان تأليف حكومة الوحدة الوطنية قبل انتهاء مهلة الأسابيع الثلاثة التي يمنحها القانون الأساسي (الدستور المؤقت) في هذا الشأن، وهو ما شدد عليه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل خلال زيارته للقاهرة، في وقت تنامت فيه دعوات قوى اليسار الفلسطيني إلى تأليف الحكومة على أساس الشراكة لا المحاصصة.
وقالت مصادر مطلعة في مكتب رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية، لـ “الأخبار”، إن مطلع الأسبوع المقبل سيشهد آخر اللقاءات المتعلقة بالمشاورات، قبل أن تبدأ مرحلة تلقّي الردود النهائية من القوى والفصائل على المشاركة في الحكومة، والاتفاق على توزيع الحقائب الوزارية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، إن الأسبوع المقبل سيشهد عرض أسماء الوزراء من الفصائل التي ستنضم الى الحكومة، مشيراً الى أن قضية نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ستحسم خلال أيام. وأضاف انه سيحلّ التوافق بين حركتي “فتح” و“حماس” على أسماء الوزراء الذين سيمثلون الحركتين، مؤكداً أن هناك اتفاقاً على ألا يكون الوزراء من الرموز الحركية، بل من أشخاص مهنيين يتمتعون بالكفاءة، مشيراً إلى أن مرشحي الفصائل الأخرى سيتم إبداء الرأي في شأنهم من جانب هنية.
وعلمت “الأخبار” من مصادر فتحاوية مطّلعة، أن “فتح” لم تحسم أمر مرشحيها للمناصب الوزارية، وأن لغطاً كبيراً وقع بين قادة في الحركة بسبب بعض الأسماء التي تسربت للإعلام عن أسماء مرشحي الحركة لتولّي المناصب الوزارية.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الإفصاح عن نفسها، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرغب في إدراج النائب “الفتحاوي” محمد دحلان ضمن وزراء حكومة الوحدة، وهذا ما يعارضه قادة كبار في “فتح” باعتبار أن دحلان هو من القادة الشباب للحركة وأن هناك من هو أحق منه.
وعزت المصادر رغبة عباس الى قوة دحلان وتأثيره في العناصر “الفتحاوية” ونفوذه الواسع لدى اعضاء الحركة ومناصريها، وعلاقاته الواسعة بقادة الجيل الصاعد فيها.
وفي القاهرة، قال خالد مشعل، في مؤتمر صحافي عقب مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ستتألف في أقل من أسبوعين. وأضاف “لن نعود إلى صفحة الاقتتال إن شاء الله”.
وجدد مشعل اقتراح الحركة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفقاً لحدود الرابع من حزيران عام 1967. وشدد على المطلب الفلسطيني بأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة التي يطمح الفلسطينيون لقيامها.
ومن جهته، قال موسى إن اللقاء مع مشعل تطرّق الى ما بعد اتفاق مكة وتنفيذه وتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية والسير نحو إنجاح عملية تفاوضية بنّاءة تنتهى بسلام عادل ومنصف، مشيراً الى أن خطاب التكليف بتأليف الحكومة واضح في هذا الاطار.
وطالب موسى بإعطاء فرصة للتحركات الدولية الاخيرة “حتى نرى هل ستسفر عن شيء جديد أم لا؟ وليس أمامنا سوى الانتظار، كما قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس”.
وعقد مشعل، قبل محادثاته مع موسى، اجتماعاً مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قبل أن يعبر الشارع سيراً على الاقدام من المقر القديم لوزارة الخارجية المصرية إلى مبنى جامعة الدول العربية المقابل في وسط العاصمة المصرية.
وفي مؤتمر صحافي بعد لقائه أبو الغيط، قال مشعل إن “الرفض الاميركي لرفع الحصار غير مهم لأن هناك إرادة دولية ستتكوّن برغم الموقف الاميركي”. وأضاف أن “الحوارات والنقاشات مع أبو الغيط كانت صريحة وشفافة، وتحدثنا خلالها عما بعد اتفاق مكة، ودور مصر الكبير من أجل تسويق هذا الاتفاق وإنهاء الحصار المفروض على الشعب
الفلسطيني، وتعامل المجتمع الدولي مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وملفات أخرى عديدة”.
وذكرت وكالة انباء “ايتار تاس” الروسية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن مشعل سيزور روسيا من 25 الى 27 شباط. وقالت إن مشعل “سيجري مشاورات في الوضع في الشرق الاوسط في ضوء اجتماع اللجنة الرباعية بشأن الشرق الاوسط في برلين”.
وأعلن المتحدث باسم “حماس” في غزة، فوزي برهوم، أن جولة مشعل تشمل، إضافة إلى مصر، ايران وموسكو سعياً للحصول على الدعم لحكومة الوحدة الوطنية.