تعهدت منظمة المؤتمر الإسلامي، أمس، بالعمل على وقف “الاعتداءات الإسرائيلية” على المسجد الأقصى. وشدد أمينها العام، أكمل الدين إحسان أوغلو، على ضرورة الحفاظ على الطبيعة التاريخية لمدينة القدس المحتلة.وقال أوغلو، في مؤتمر صحافي، في ختام اجتماع اللجنة التنفيذية الموسعة على مستوى وزراء الخارجية للمنظمة في جدة، إن المشاركين أكدوا على “الدور الأساسي الذي يجب أن تقوم به المنظمة في وقف العدوان الإسرائيلي من خلال تعاونها مع الأجهزة الدولية المتمثلة في مجلس الأمن واليونسكو ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة”.
وأضاف أوغلو: إن “جميع الدول الأعضاء المشاركة في الاجتماع أكدت على أن ما تقوم به إسرائيل من أعمال حفريات في هذه المنطقة بجوار المسجد الأقصى، وفي أسفل المسجد ومحيطه، مخالف للقانون ولقرارات الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة، وتعدّ سافر وانتهاك للقانون الدولي”.
وأوضح أوغلو أن هناك إجماعاً “على مطالبة اليونسكو بأن تتحرك بسرعة لتحمّل مسؤوليتها واتخاذ القرارات الجادة بشأن هذه المقدسات”، مشدداً على ضرورة أن “تراجع اليونسكو قراراتها، وأن تتخذ أعلى الإجراءات المناسبة التي تضغط على إسرائيل وتحملها على إيقاف الحفريات بجوار المسجد الأقصى وفي أسفل المسجد ومحيطه”.
وطالب وزير خارجية أذربيجان، وزير اللجنة الوزارية في منظمة المؤتمر الإسلامي، المر محمد ياروف، المسلمين بالقيام بعمل جماعي فاعل لوقف اعتداءات السلطات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى.
ووصف ياروف، في كلمة له في بداية أعمال اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسّع على مستوى وزراء الخارجية، “الحفريات في باب المغاربة بأنها انتهاك خطير للقانون الدولي، الذي يحرم على دولة الاحتلال تغيير المعالم الطبيعية والديموغرافية والحضارية في الأراضي التي تحتلها”. وطالب بالتدخل الفوري لهيئة الأمم المتحدة والدول ذات القرار لتأمين الحماية الكافية والكاملة للقدس.
إلى ذلك، أشار رئيس الحركة الإسلامية، الجناح الشمالي داخل الخط الأخضر، الشيخ رائد صلاح، إلى أن تحرّكاً عالمياً لنصرة المسجد الأقصى سيبدأ قريباً، داعياً إلى ضرورة محاكمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اقترافها جريمة هدم جزء من المسجد الأقصى.
وأضاف صلاح، الذي يعتصم منذ أسبوعين في منطقة وادي الجوز في مدينة القدس ضد السياسات التهويدية الإسرائيلية، “إنّ محاولة إخراج المحتجّين على هدم باب المغاربة عن القانون هي رسالة تحمل تهديداً للحركة الإسلامية، وتمثل محاولة يائسة لثني الحركة الإسلامية عن قيامها بواجبها لنصرة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف”.
وقال صلاح: إنّ الجريمة الإسرائيلية “لا تزال متواصلة، لا يزالون يهدمون جزءاً من المسجد الأقصى، ولا تزال الشاحنات الإسرائيلية تنقل الدمار الذي يتساقط من المسجد”، مؤكداً على أنّ المشكلة الأساس هي الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، أمس، إنها ستجري تحقيقاً بشأن تصريحات صلاح، ودعوته إلى “انتفاضة جديدة”.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفلد، إن الشرطة ستحقق مع صلاح “للاشتباه في تحريضه على العنف... والعنصرية”.
من جهته، وجّه قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير التميمي، أمس دعوة للفلسطينيين إلى التوجّه اليوم الجمعة بكثافة للصلاة في المسجد الأقصى لحمايته من خطر الهدم المحدق به، والوقوف عند الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المقدسة من الاحتلال الإسرائيلي.
وحذّر التميمي من الاستسلام للأمر الواقع، الذي تعمل السلطات الإسرائيلية على فرضه، ومن “الانخداع بادّعاءاتها وتصريحات ساستها، فحقيقة الأمر أنها ماضية في تنفيذ مخططاتها بهدم المسجد الأقصى، وتهويد مدينة القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وطمس معالمها الحضارية وإلغاء هويتها الثقافية، ومنع الشعب الفلسطيني من دخولها والصلاة في مساجدها وكنائسها”.
(الأخبار، أ ف ب، د ب أ)