رام الله ـــ سامي سعيد
شدّ الفلسطينيون أمس، وللجمعة الثالثة على التوالي، الرحال إلى القدس المحتلة للاحتجاج على الحفريات الإسرائيلي المتواصلة عند باب المغاربة قرب الحرم القدس، إلا أن الحصار الإسرائيلي للمدينة منع آلاف الفلسطينيين من الوصول إليها، في وقت اندلعت فيه مواجهات بين متظاهرين والقوات الإسرائيلية خلال احتجاج على بناء الجدار الفاصل في قرية بلعين، ما أدى إلى إصابة نحو 20 ناشط سلام فلسطينياً وغربياً.
واستطاع العشرات من فلسطينيي الداخل وأهالي مدينة القدس من الوصول إلى المسجد الأقصى بصعوبة بالغة في ظل الإجراءات الإسرائيلية الخانقة، ومنع من هم دون الخامسة والأربعين من دخوله.
وأدى الآلاف صلاة الجمعة في الشوارع والطرق بالقرب من بوابات البلدة القديمة والحواجز العسكرية الإسرائيلية، بعدما منعتهم سلطات الاحتلال من الاقتراب أو دخول البلدة، والتوجه إلى الأقصى.
وهاجمت فرق الخيالة التابعة للشرطة الإسرائيلية، تجمعات الفلسطينيين المحتشدين أمام الحواجز العسكرية في أبواب العمود والأسباط والساهرة، بينما أدى المئات من المواطنين صلاة الجمعة بالقرب من خيمة الاعتصام، التي يقيم فيها رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح في حي وادي الجوز المُتاخم لأسوار القدس القديمة.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال قرب معبر قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، بعد إغلاق الاحتلال للمعبر.
بدوره، شدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، على أن الحفريات الإسرائيلية في منطقة باب المغاربة “تدل على أن الاحتلال ممعن في تعديه على الممتلكات الوقفية والآثار الإسلامية”.
في هذا الوقت، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس فاعليات تظاهرة سلمية نظمها فلسطينيون ومتضامنون أجانب وإسرائيليون في قرية بلعين غربي رام الله في الضفة الغربية احتجاجاً على استمرار إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري، تزامناً مع الذكرى الثالثة لبدء مداولات محكمة العدل الدولية حول قضية الجدار، والتي توجت في 9 تموز 2004 بــتوصـــية المحـــكمة بـــعدم شرعـــيته.
وأطلقت قوات الاحتلال عشرات قنابل الغاز الخانق والأعيرة المطاطية التي تحتوي على نواة معدنية صوب المتظاهرين. وانتشر جنود الاحتلال بين أشجار الزيتون في بلدة بلعين، محاولين منع المتظاهرين من تجاوز البوابة الحديدية إلى الجانب الآخر من البلدة حيث أراضيها التي جرى الاستيلاء عليها بواسطة الجدار العنصري.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن نحو عشرين فلسطينياً ومتضامناً أصيبوا بجروح مختلفة.
إلى ذلك، أعلنت مصادر إسرائيلية أن شرطة الاحتلال اعتقلت أمس شاباً فلسطينياً دخل فرعاً لمصرف «ليؤومي» الإسرائيلي في طريق الخليل في القدس المحتلة وبحوزته حقيبة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشاب قال للموظفين إنه يحمل متفجرات في حقيبته، فاستُدعيت الشرطة، التي تمكنت من السيطرة عليه.