أعلن معدّو فيلم وثائقي بعنوان “قبر المسيح”، خلال مؤتمر صحافي عقدوه في نيويورك أمس، عثورهم على الكهف الذي دُفن في داخله السيّد المسيح منذ أكثر من ألفي عام، في ما يمثّل اكتشافاً يمكن أن يقلب المفاهيم الكنسيّة المتعلّقة بحياة النبيّ عيسى ومكان دفنه. ويقول منتجو هذا الفيلم، ومن بينهم مخرج فيلم «تيتانيك» الحائز ثلاث جوائز أوسكار جاميس كاميرون، إنّ الاستنتاج جاء بعد دراسات أثرية وجينية، وأخرى للكتابات القديمة لكهف كان قد اكتُشف منذ أكثر من 26 عاماً في قرية قريبة من القدس، يحوي 10 مدافن، حُفرت على بعضها أسماء الأموات داخلها. وتابع المنتجون، الذين يوردون في الفيلم دفن المسيح في قبر استُعمل أيضاً لوالدته مريم وزوجته مريم المجدليّة وابنه، أنّه من بين المدافن هناك قبر “يسوع بن يوسف”، واثنين نُقش عليهما اسم “مريم”، إضافةً إلى آخر لـ “يهوذا بن يسوع”.
والجدير ذكره أنّ علماء الآثار الإسرائيليين، الذين اطّلعوا على الكهف والكتابات، وبينهم عالم النقوش أرون كلومر، يرون في هذا الوئائقي “قصّةً جميلةً من دون أيّ إثبات تاريخي”. ويشدّد كلومر على أنّ “الأسماء المحفورة على المدافن كانت متداولة كثيراً في القرنين الأوّل والثاني قبل الميلاد، وهي مصادفةً تقترب من أسماء عائلة المسيح، وليس ضرورياً أن تكون لها صلة حقيقية بها”.
أمّا الغريب جداً في هذا «الاكتشاف الأثري» فيكمن في إيجاده أجوبةً عن العديد من الأسئلة اللاهوتية المعقّدة مثل اقتران المسيح بمريم المجدلية وإنجابه ولداً منها، ما يتماشى بشكل مفاجئ مع كتاب “دافينتشي كود”، لكاتبه دون هوارد، ونظريّات كنيسة “شهود يهوه”، وتتعارض بشكل صارخ مع تعاليم الكنائس الأخرى. والأهمّ من ذلك أنّ هذا “الاكتشاف” يحوّل أنظار المسيحيّين من «المدينة المقدّسة» إلى جوارها.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُكتشف فيها قبر للمسيح في إسرائيل؛ ففي عام 2002 عُثر عند تاجر آثار على ناووس من الطين محفور عليه «يعقوب بن يوسف أخ المسيح» وكان بمثابة أول برهان حسي عن حياة يسوع المسيح، غير الكتابات القديمة. إلا أن الدراسات الجيوليوجية المعمّقة أثبتت أن الناووس مزوّر.
(الأخبار)