شبّه المقرر الخاص للأمم المتحدة في شأن وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، جون دوغارد، في تقرير له عن حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة، بين الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأراضي ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.وجاء في التقرير أن “التمييز الذي يمارس بحق الفلسطينيين يتجلى على مستويات عديدة. ويبدو أن المعاهدة الدولية في شأن إلغاء جريمة الفصل العنصري عام 1973 تُنتهك من خلال ممارسات عديدة، أبرزها حرمان الفلسطينيين حرية التحرك”.
وأضاف دوغارد إن “الأسرة الدولية حددت ثلاثة أنظمة تتعارض مع حقوق الإنسان، هي الاستعمار والفصل العنصري والاحتلال الأجنبي. وإسرائيل تمارس بشكل واضح احتلالاً عسكرياً للأراضي الفلسطينية. وفي الوقت ذاته، فإن بعض مظاهر هذا الاحتلال تأخذ شكل الاستعمار والفصل العنصري المخالفين للقانون الدولي”.
ويرسم هذا المحامي الجنوب أفريقي صورة قاتمة عن وضع حقوق الإنسان، معتبراً أن إغلاق إسرائيل للضفة الغربية هو “نوع من العقاب الجماعي”، وأن “لجوء (إسرائيل) من دون تمييز الى القوة العسكرية بحق المدنيين والأهداف المدنية أدى الى ارتكاب جرائم حرب خطيرة”. وأشار أيضاً إلى ارتكاب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” في الضفة الغربية وإلى أنّ الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل يهدف الى “تهويد القدس من خلال الحد من عدد الفلسطينيين” الذين يقيمون فيها.
وقال دوغارد إن الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولا سيما تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، تُشابه إلى حد كبير نظام الابرتهايد، الذي كان معمولاً به في جنوب أفريقيا.
ورفض دوغارد حجج إسرائيل بأن ما تسميه الجدار الأمني أُقيم لأغراض أمنية، ورأى أنّ الجدار ونقاط التفتيش “تهدف بشكل رئيسي إلى تقديم سلامة وراحة المستوطنين على أي شيء آخر”. وقال “إن غزة أصبحت بعد الانسحاب الإسرائيلي منطقة مغلقة وسجينة وأرضاً محتلة”.
وسأل دوغارد “أيمكن فعلاً نفي أن تكون مثل هذه الممارسات (الإسرائيلية) تهدف الى فرض سيطرة مجموعة عرقية، أي اليهود، وتكريسها على مجموعة أخرى، أي الفلسطينيين، وقمعهم بشكل منهجي؟”. وأضاف إن “إسرائيل تنفي أن يكون ذلك في نيتها أو هدفها. إنما تلك هي النية والهدف اللذان يمكننا استنتاجهما من خلال الممارسات الواردة في التقرير”.
كما أعربت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري في جنيف أمس عن قلقها على وضع فلسطيني 48 والأراضي المحتلة.
وأبدى مقرر اللجنة مورتن كياروم قلقه من “معلومات تقول إن أعمال العنف وتدمير ممتلكات الفلسطينيين التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون نادراً ما تكون موضع تحقيق”، وفقاً لمحضر نشرته الأمم المتحدة.
وخلال دراسة تقرير دوري لإسرائيل، أبدى أيضاً كياروم قلقه من “القيود القاسية المفروضة على تنقّل الفلسطينيين” ومن معلومات تقول إن “الفلسطينيين وعرب اسرائيل يعانون بشكل تعسفي عمليات تدمير المنازل”.
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)