strong>حذّر من تنامي القوّة العسكريّة الصينية... ولم يستبعد هجوماً على إيران
أطلق نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، في اليوم الثاني من زيارته إلى أوستراليا أمس، نداء لمّ الشمل واستجماع القوى بين الولايات المتحدة وحلفائها. ودعا إلى عدم التخلّي عن العراق والدول الأخرى التي «قد توفّر ملاذاً آمناً للإرهابيين»، محذّراً في الوقت نفسه من تنامي القدرة العسكريّة الصينيّة ومن النيات الكوريّة الشماليّة، وملوّحاً بعدم استبعاد الخيار العسكري ضدّ إيران.
وحذّر تشيني، في كلمة ألقاها أمام «جمعية حوار القيادات الأوسترالي ــــــ الأميركي» في سيدني أمس، من أنّ الهزيمة في العراق ستؤدّي إلى انتشار العنف في الشرق الأوسط، وقال إنّه «بعد أن يذوق الجهاديّون طعم النصر في العراق، سيتطلّعون إلى مهام جديدة. وسيتّجه كثير منهم للقتال إلى جانب ميليشيا طالبان في أفغانستان، بينما سيذهب آخرون إلى عواصم في شتى أنحاء الشرق الأوسط».
ووصف تشيني الحرب على الإرهاب بأنّها قتال حتى الموت. وقال: «سيفوز طرف واحد وسيخسر الآخر. الحضارة ستستمرّ في مسارها التصاعدي أو ستمضي في اتجاه مختلف، وهذا ليس سبباً للخوف بل للثقة».
وتطرّق تشيني إلى الملفّ النووي الإيراني، وأكد، في مقابلة مع محطة «أي بي سي» الأميركية، أنّ على واشنطن «مواصلة القيام بكل ما يمكن» للحؤول دون بلوغ إيران أهدافها النووية، رافضاً استبعاد الخيار العسكري.
وقال تشيني إنّ «كل الخيارات تبقى مطروحة للبحث، فإيران مع سلاح نووي ليست احتمالاً مرضياً لأيّ كان»، مشيراً إلى أنّه «علينا الاستمرار بالقيام بكلّ ما في وسعنا للتأكّد من أنّهم (الايرانيين) لن يحققوا هذا الهدف»، و«نأمل حلّ هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية».
ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد، لشبكة «الصليب الجنوبي التلفزيونية» أمس، أنّه سيسحب قوّاته من العراق، من دون دعم من الولايات المتحدة، إذا اعتقد أن هذا أمر صائب، نافياً أن تكون علاقته بتشيني عبئاً سياسياً عليه، ومعبّراً عن إدانته للتظاهرات الاحتجاجيّة التي ترافق زيارة نائب الرئيس الأميركي.
من جهة أخرى، أعرب تشيني عن مخاوفه من القوّة العسكرية المتنامية للصين، وتساءل عمّا إذا كانت كوريا الشمالية ستصدق في التزاماتها الواردة في الاتفاق النوويّ، إلّا أنّه امتدح دور بكّين في المحادثات السداسية، التي أدّت إلى تخلّي بيونغ يانغ عن طموحاتها النوويّة.
وأوضح تشيني أنّه «في ضوء تجارب الصواريخ الكورية الشمالية في تموز الماضي وتلك النووية في تشرين الأوّل الماضي، نقوم بمراقبة دقيقة للوضع، ونلاحظ أنّ بيونغ يانغ ماضية في مجال انتشار الأسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان، لذا عليها إثبات الكثير لتحقيق ثقة دوليّة عمياء بالتزاماتها».
وعن التقويم الأميركيّ لموقف بكّين، قال تشيني إنّ «الصين تدرك أنّ السلاح النووي الكوري الشمالي يمكن أن يهدّد أمنها، لكنها تقوم في الوقت نفسه بتحرّكات توجّه رسائل مختلفة»، مشيراً إلى أنّ الصين «أجرت الشهر الماضي اختباراً لمضادّات للأقمار الاصطناعية، وتواصل بناء قدراتها العسكرية بسرعة، ما يتعارض مع هدفها المعلن عن مبدأ الصعود السلمي».
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد أعرب أمس عن قلقه من تطوّر القدرات العسكرية الصينيّة، والسهولة التي تستطيع بها بكّين إخفاء نفقاتها في هذا القطاع.
وشبّه غيتس صعوبة معرفة حجم الأموال التي تُنفقها بكّين على جيشها، بالصعوبة التي كانت قائمة إبّان الحرب الباردة بشأن النفقات العسكرية السوفياتيّة. وقال: «في غياب أيّ مراقبة برلمانية، من السهل جداً على دول أخرى إخفاء حجم ما تنفقه بالضبط على قوّاتها المسلحة»، مضيفاً: «أعتقد أنّ الصينيين ينفقون على جيشهم أكثر ممّا يظهر في الموازنة».
(أ ف ب، أ ب، د ب أ، رويترز، يو بي آي)