strong>يبدو أن الحصار الدولي للأراضي الفلسطينية بدأ يتصدّع، فالموقف الفرنسي الجديد، يشكل انفراجاً في جدار اليأس الفلسطيني، على السلطة والحكومة استغلاله لتعميمه على سائر المواقف الدولية
أحدثت جولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثغرة بسيطة في جدار الموقف الدولي الرافض للتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية، إذ أبدت باريس استعدادها للاعتراف بحكومة تشكّل وفق اتفاق مكة، من المقرر أن تخرج إلى العلن خلال أسبوعين، بعد وصول المشاورات إلى مرحلة متقدمة.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن فرنسا «ستكون على استعداد للتعاون» مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة «إذا ما تشكلت على قاعدة اتفاق مكة» وستدعو عندئذ شركاءها الى العمل في هذا الاتجاه.
وقال دوست بلازي «مع التزام الحكومة المقبلة باحترام الاتفاقات التي وقّعتها منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية، فإن اتفاق مكة يطلق عملية يفترض أن تؤدي الى الاعتراف الكامل بإسرائيل من جانب كل الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمها حماس».
وكان عباس قد طلب، قبل لقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس أول من أمس، “دعم حكومة الوحدة الوطنية بهدف إعادة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهته، دعا شيراك مختلف الأفرقاء الى السعي لـ“ترجمة (اتفاق مكة) في الحقيقة والوقائع”. وأضاف شيراك انه بالنسبة الى المجتمع الدولي “هناك خصوصاً الإقرار بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية”، معتبراً “أنها نقطة بالغة الأهمية”.
وأضاف شيراك: إن اتفاق مكة حول تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية يشكل “خطوة أولى نحو أخذ شروط الرباعية (الدولية) في الاعتبار”، حسبما أفادت الرئاسة الفرنسية.
وفي إطار جولات الدعم، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل في الخرطوم الرئيس السوداني عمر البشير، الذي دعا إلى رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم “حماس” فوزي برهوم إن هنية انتهى من إجراء المشاورات مع الكتل البرلمانية والقوى السياسية، حيث سيشهد هذا الأسبوع تطورات في خطوات تأليف حكومة الوحدة. وأشار إلى أن “حماس” لا تزال تدرس تسمية مرشحيها للوزارات.
أما المتحدث باسم حركة “فتح”، ماهر مقداد، فقال من جهته: إن الحركة لم تحسم بعد أسماء مرشحيها لشغل الحقائب الوزارية في حكومة الوحدة المرتقبة، بما في ذلك شخصية نائب رئيس الوزراء، نافياً في الوقت نفسه وجود أي أزمة داخل “فتح” حول تسمية الشخصيات التي ستتولى مناصب وزارية.
وفي هذا السياق، استهجن نائب رئيس كتلة “حماس” البرلمانية، يحيى موسى، تصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني حول حكومة الوحدة. وقال “سألت نفسي ما الذي قدمه الملك لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وهل هو جزء من المعادلة العربية أم جزء من معادلة أخرى؟”.
وفي سياق الفلتان الأمني، أطلق مسلحون مجهولون النار باتجاه حسن شراب (23 عاماً) أحد عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، أمس في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة في ساقيه. وكان أربعة فلسطينيين قد قتلوا، وأصيب 45 آخرون أول من أمس في خان يونس، خلال اشتباكات مسلحة دامية بين عائلتي: الغلبان، التي ينتمي الكثير من أفرادها إلى حركة “حماس”، وكوارع المعروفة بانتمائها إلى حركة “فتح”.
واندلعت الاشتباكات في أعقاب اتهام عائلة الغلبان لمسلحين من عائلة كوارع بقتل الناشط في “كتائب عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، محمد الغلبان (27 عاماً) في ساعة متقدمة من مساء الجمعة الماضي.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز)


«الجهاد» تنفي
نفت حركة “الجهاد الإسلامي” بشكل قاطع أن تكون قد خططت لاستهداف منشآت إسرائيلية سياحية عبر الأراضي المصرية، مؤكدة أن استراتيجيتها تكمن في حصر المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وقال القيادي في الحركة، خالد البطش، إن «الجهاد» ليس في استراتيجيتها بالمطلق، أن تقوم بأعمال خارج فلسطين المحتلة، حتى لو كانت ضد أهداف إسرائيلية.