رام الله ــ الأخبار
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عملية عسكرية، هي الأوسع منذ عامين، على نابلس شمال الضفة الغربية، بحثاً عن مطارَدين تتهمهم إسرائيل بالوقوف وراء عمليات إطلاق نار تستهدف الجيش الإسرائيلي قرب المدينة.
وأطلقت قوات الاحتلال على العملية العسكرية اسم “الشتاء الحار”، مستخدمة الإذاعات والتلفزيونات المحلية وسيلة لبث الإعلانات على سكان المدينة.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال نابلس، معززة بأكثر من 80 عربة عسكرية، بينها عدد من الجرافات الضخمة، بغطاء من المروحيات العسكرية، وانتشرت في العديد من أحياء المدينة، وفرضت حظر تجول وطوقاً مشدداً على البلدة القديمة، وأغلقت مداخلها.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال سيطرت على العديد من الأبنية في حي المخفية، غرب المدينة، وحي رأس العين، المطل على البلدة القديمة، وأغلق العديد من الشوارع الرئيسية بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، كما حوصر مستشفيا رفيديا والوطني الحكوميان.
وأعلن الاحتلال عن إصابة اثنين من جنوده بجروح، عندما ألقى مقاومون فلسطينيون عبوة على دورية للجيش في حي القصبة في البلدة القديمة. وقال جيش الاحتلال إن قواته تعرضت لإطلاق نار وإلقاء عبوتين ناسفتين على الأقل خلال العملية المستمرة.
وأعلنت مصادر فلسطينية عن إصابة عشرة فلسطينيين بجراح مختلفة واعتقال العديد من الفلسطينيين.
ونددت الرئاسة الفلسطينية بالعدوان الإسرائيلي على نابلس، وقال متحدث باسم الرئاسة: “إن الاجتياح الإسرائيلي هو عدوان سافر من جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة وآلة القتل على المدينة وأهلها العزل، وفرض الحصار على مؤسساتها ومشافيها، ومدارسها ومنازلها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ومنصات انطلاق للتنكيل، وفرض حظر التجول، وشن حملات اعتقال شملت العشرات من المواطنين، ودهم أحياء المدينة وبيوتها”.
وأعربت الحكومة الفلسطينية عن استهجانها وتنديدها الشديد بالعدوان العسكري الواسع على نابلس. وقال المتحدث باسمها، غازي حمد: “إن قوات الاحتلال لا تزال تمارس عنجهيتها وترتكب الجرائم اليومية بحق المواطنين الفلسطينيين”.
إلى ذلك، أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة “فتح” أول من أمس مسؤوليتها عن قصف مستوطنة أبو غنيم الإسرائيلية القريبة من الضفة الغربية بصاروخين محليي الصنع. وذكرت الكتائب في بيان “أن مجموعاتها قصفت للمرة الأولى مستوطنة أبو غنيم بصاروخين من طراز ياسر استمراراً للعملية العسكرية فداك يا أقصى”.
وهذه من المرات النادرة التي تتمكن فيها المقاومة الفلسطينية من قصف المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الضفة الغربية.