strong>باريس ـــ بسّام الطيارة
عادت رياح استطلاعات الرأي لتجري بما تشتهي المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية سيغولين رويال؛ فقد أظهرت آخر الأرقام أن مرشح اليمين نيكولا ساركوزي خسر أربع نقاط، والمرشحة الاشتراكية ربحت ٣ نقاط، بحيث باتا متعادلين بـ ٢٨ في المئة من أصوات الجولة الأولى.
ومع أن ساركوزي لا يزال يتصدر السباق في الجولة الثانية، إلا أن الفارق تراجع بصورة دراماتيكية، بحيث باتت حظوظه بالنجاح تعادل الـ50 نقطة ونصف، بينما حظوظ رويال هي ٤٩ نقطة ونصف. وإذا أُخذ بالاعتبار أن هامش الخطأ هو بحدود الـ٣ نقاط، يمكن إدراك سبب القلق الذي بدأ يصيب فريق وزير الداخلية.
إلا أنه توجد أسباب أخرى تقلق المرشح اليميني، منها أولاً: تصاعد حظوظ مرشح «الوسط» فرنسوا بايرو، وذلك بشكل منتظم، حتى وصل إلى ١٧ في المئة في الاستطلاعات الأخيرة. ويأتي انتقال التأييد نحو بايرو كأنه تعبير عما بات يعرف بشعار «أياً كان إلا ساركوزي».
ويفسر الخبراء تجسيد الشعار هذا بتوجه المُسْتطلَعين نحو «التصويت الفعال» وانتقال الأصوات التي كانت تضيع في الدورة الأولى من مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن نحو مرشح الوسط. والجدير بالذكر أن لوبن لن يحصل إلا على ١١ في المئة في الدورة الأولى، علماً بأنه قبل أسابيع كان يحتل المرتبة الثالثة.
ويتخوف فريق ساركوزي من أن تكمل موجة انتقال الأصوات مسيرتها بحيث يتابع بايرو كسب أصوات اليمين المتطرف والكثير من أصوات اليمين المتخوف من ذبذبة برامج ساركوزي. وما يزيد من قلق وزير الداخلية أن المرشحة الاشتراكية تجاوزت أزمة انسجام آلتها الانتخابية مع آلية الحزب، وأعادت تركيب فريق عملها الانتخابي وطعّمته بكثير من عناصر الحزب المجرّبة.
وكانت رويال قد أعلنت انضمام منافسيها على الترشيح رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس، ممثل «الجناح اليساري في الحزب»، والوزير السابق دومينيك ستروس خان، ممثل أرباب العمل والتيار الاشتراكي الديموقراطي، إلى فريق حملتها.
كما أجرت رويال بعض التغييرات في تكتيك تعاملها مع أركان الحزب. وعلمت «الأخبار» أنها اتصلت شخصياً برئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان، طالبة منه مؤازرتها. وقد أعلن جوسبان «عن ترحيبه بمساعدتها» ووعدها بـ«النضال إلى جانبها».
كما ان انضمام ليونيل جوسبان و«فيلة الحزب» قد يعطي المرشحة وزناً أكبر يمكن أن يظهر في استطلاعات الرأي المقبلة، إذ إن التقدم الذي شهدته حظوظ رويال لم يأخذ بالاعتبار هذه التطورات الأخيرة.
وفي حال متابعة بايرو قضم أصوات من اليمين المعتدل، فإن احتمال أن تلتقي سيغولين رويال في الدورة النهائية مع فرانسوا بايرو بات جدياً. وبات الحديث عن غياب ساركوزي عن الدورة الثانية أمراً لا عجب فيه، في تكرار لما حصل مع «معلمه» إدوار بلادور عام ١٩٩٥ عندما رأى أن حملته الانتخابية هي مجرد مشوار في ظل استطلاعات رأي إيجابية قبل أن تنقلب الأرقام قبل خمسين يوماً تماماً، في مرحلة مشابهة لما يحصل اليوم، إذ إن الانتخابات هي وراء أبواب ٥٥ يوماً فقط.