القاهرة ـــ خالد محمود رمضانغزة ـــ رائد لافي

موسكو تدعو مشعل إلى أخذ شروط الرباعية «بعين الاعتبار»

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال جولته العربية لتسويق اتفاق مكة الفلسطيني، إلى التفريق بين موقفي حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة و“حماس”، التي كان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل يحاول الحصول على موقف روسي واضح من اتفاق الوحدة الفلسطيني، فما كان من موسكو إلا أن جددت الدعوة إلى “الأخد بعين الاعتبار” شروط اللجنة الرباعية، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عن لقاء قريب مع ابو مازن للاتفاق على تشكيلة الحكومة الجديدة.
وأطلع عباس الرئيس المصري حسني مبارك على مضمون الاتفاق الذي وقعه أخيراً مع حركة “حماس”. وأشار أبو مازن، في تصريحات صحافية بعد لقائه مبارك، إلى أن دول العالم، ومنها الدول العربية، رحبت باتفاق مكة، معتبراً أنه يشتمل على عنصرين، أولهما التهدئة التي كانت مطلوبة بالنسبة للوضع في الشارع الفلسطيني، والثاني هو الوحدة الوطنية التي ستؤدي إلى تأليف الحكومة المرتقبة.
وقال عباس إنه يتوجه إلى المفاوضات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت وفقاً لرؤية الدولتين والاتفاقيات الموقعة والشرعية العربية والاتفاقيات العربية وأيضاً على أساس خطة خريطة الطريق، مشيراً إلى أنه اتفق مع أولمرت على الاجتماع مجدداً خلال أسبوع أو أسبوعين لاستكمال الحوار والمشاورات.
ودعا عباس إلى التفرقة بين مواقف الحكومة المقبلة ومواقف حركة “حماس”، معتبراً أن المنظمات المشاركة في الحكومة لا تلتزم موقفها لأن موقف الحكومة مرتبط بائتلاف أو محصلة ائتلاف بين أطراف متعددة ومختلفة. وشدد على أن موقف حكومة الوحدة يلزم الوزراء فيها، لا الجهة التي ينتمون إليها.
ورداً على سؤال عن احتمالات تعرضه لحصار على غرار ما تعرض له الزعيم الراحل ياسر عرفات، قال عباس “إن ذلك جائز”، مشيراً إلى معاناة الشعب الفلسطيني البالغة من جراء الحصار الاسرائيلي والاقتصادي.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أعلن، بعد لقائه أبو مازن، أن “المبادرة العربية للسلام قائمة ولن تعدل أو تمس والجميع ملتزم بها”. وأشار إلى أنه سيصار، قبيل القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة السعودية الرياض نهاية الشهر المقبل، إلى بلورة موقف عربي من عملية السلام لعرضه على القمة لاتخاذ قرار بشأنه مستنداً إلى مبادرة السلام العربية.
من جهته، قال هنية أمس، إنه سيجتمع مع عباس قريباً لوضع اللمسات النهائية على تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف، في اجتماع لمجلس وزرائه “كلنا أمل في أن يتم الإعلان عن تأليف الحكومة في أقرب وقت”.
وأوضح هنية أنه سيجتمع مع مسؤولي “حماس” و“فتح” اليوم الثلاثاء لمناقشة المرشحين للمناصب الوزارية.
وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فإن البحث بين عباس وهنية سيتمحور حول نتائج جولة الرئيس الفلسطيني، والتي شملت لندن وباريس وبرلين وبروكسل. وقالت هذه المصادر، لـ“الأخبار”، “إن هنية سيطلع عباس على آخر ما توصل إليه في مشاوراته الداخلية مع الكتل والفصائل الفلسطينية في شأن المشاركة في الحكومة المرتقبة، فضلاً عن مناقشة أسماء الشخصيات التي ستسند إليها حقائب وزارية”.
وجددت الحكومة الفلسطينية، في جلستها الأسبوعية “التزامها وتمسكها بنص وروح اتفاق مكة، الذي مثل إرادة الشعب الفلسطيني، بعيداً عن كثير من التفسيرات التي يحاول البعض من خلالها حرفه عن مضمونه ومعناه الحقيقي”.
وبدا تأكيد الحكومة ردّاً غير مباشر على المتحدث باسم حركة “فتح”، جمال نزال، الذي قال “إن عباس جعل من محادثاته مع الأوروبيين مرافعة ماراثونية مستفيضة عن الموقف الجديد لحركة حماس”.
وقالت “حماس”، في بيان، “إن موقفها واضح جداً من اتفاق مكة، وليست بحاجة إلى من عرّاب، أو لشرح مواقفها، فموقف حماس ثابت من كل القضايا والجميع يعلمه”، معبرة عن أسفها من تصريحات نزال “عندما وصف الرئيس عباس وكأنه عراب لحركة حماس ومواقفها... فالرئيس اسمى من أن يعمل عراباً سواء لحماس أو غيرها من القوى الفلسطينية”.
ونقلت وسائل إعلام محلية مقربة من حركة “فتح” عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، تأكيده أن “الموقف الأوروبي من حكومة الوحدة متحرك وليس جامداً”.
وقال عبد ربه، الذي يرافق عباس في جولته، إن “الاوروبيين سيواصلون دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته كما كان الوضع في السابق، ويرحبون بأن تكون في الحكومة عناصر يمكن التعامل معها مباشرة ومنذ البداية”.
في هذا الوقت، بدأ مشعل زيارة إلى موسكو، استهلها بدعوة روسيا إلى استخدام نفوذها لدى الاسرة الدولية لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وقال “على رباعي الوساطة أن يعيد النظر في موقفه جذرياً ويوجه مطالبه لاسرائيل، لا للفلسطينيين”.
وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، في بيان بعد لقاء مشعل ونائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف، بأن روسيا دعت الى حوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وجاء في البيان ان “روسيا اكدت موقفها الداعي الى تفاهم بين الفلسطينيين مع الاخذ في الحساب معايير اللجنة الرباعية بشأن الشرق الاوسط واستئناف الحوار السلمي بين الفلسطينيين واسرائيل على اساس القانون الدولي”.
وقال المتحدث باسم “حماس” في غزة اسماعيل رضوان، إن زيارة مشعل تهدف الى “احداث انفراج من خلال العلاقة مع روسيا، وأن تساعد روسيا بالضغط باتجاه الحوار مع بعض الدول الاوروبية، مثل فرنسا وايطاليا والسويد، للتعاطي بإيجابية مع الحكومة المقبلة”. وأضاف أن مشعل سيسعى “لاغتنام الموقف الروسي البنّاء داخل اللجنة الرباعية” بشكل يحول دون الاستمرار في “محاصرة” الشعب الفلسطيني.

نطالب روسيا باستخدام نفوذها لدى الأسرة الدولية لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وعلى رباعي الوساطة أن يعيد النظر في موقفه جذرياً ويوجه مطالبه لاسرائيل لا للفلسطينيين