باريس ــ بسّام الطيارة
يقترب مرشحو الرئاسة الفرنسيون من يوم الفصل الانتخابي المقرر بعد 54 يوماً. ويرى مراقبون تراجع وزير الداخلية نيكولا ساركوزي في استطلاعات «بداية النهاية». ويفسرون تضعضع قوة زعيم أكبر حزب سياسي فرنسي بأنه نتيجة «تنوّع الوعود والطروح التي يسوقها المرشح اليميني». فهو حسب مراقب «يعطي كل مستمع ما يحب سماعه» وما إن يظهر التناقض بين هذا الوعد وذاك الطرح حتى تتفتت بعض القوى التي تساهم برفع حظوظه لدى مؤسسات الاستطلاع، فيما تنحاز له قوى أخرى يناسبها ما تسمعه منه.
ومن أبرز القوى الانتخابية، التي تقترب وتبتعد عن ساركوزي، هي كتلة «الجاليات العربية والإسلامية»، التي يصب جل اهتمامه على كسبها إلى جانبه. ومن أجل ذلك لم يوفر جهداً، فهو جعل الناطقة باسمه رشيدة داتي من أصول عربية من الجيل الجزائري الثاني. وكذلك أوجد في الحزب مركز «سكرتير وطني لشؤون الفرنسيين من أصول مهاجرة» وسلمه إلى عبد الرحمن دهمان، وهو أيضاً من أصول جزائرية.
حتى قبل سنوات قليلة كانت الإشارة إلى مجموعة من المواطنين حسب أصولهم الإثنية أو الطائفية من المحرمات في التعامل السياسي الفرنسي حسب قوانين العلمانية للجمهورية. إلا أنه منذ وصول ساركوزي إلى وزارة الداخلية لأول مرة عام ٢٠٠٢ فإنه لم يتردد في الإشارة إلى المواطنين حسب أصولهم والتعامل مع متطلباتهم انطلاقاً من هذا.ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية يستقبل الوزير في وزارة الداخلية مجموعات توجه لها الدعوات حسب أصولها الإثنية مثل الأفارقة أو المسلمين أو اللبنانيين ليحاورهم ويحاول كسب أصواتهم. ويقول أحد المراقبين إن «أكبر عدو لساركوزي هو نفسه».
فهو حاول مع اللبنانيين أن «يمحو سوء التفاهم الذي نتج من وقوفه إلى جانب اسرائيل خلال الحرب الأخيرة»، كما يقول عبد الرحمن دهمان لأحد الصحافيين. بينما يحاول مع المغاربة والمسلمين محو «صورة الرجل الذي لا يحب الإسلام»، ويحاول تفسير ما أراد قوله حين استعمل صفة الحثالة لوصف المهاجرين.
إلا أنه بعد أقل من اسبوع على لقائه بعض الجاليات الإسلامية «هدم جسر الثقة الذي بناه» بتصريحات في التلفزيون عن «عادات المسلمين الذين ينحرون الخرفان في الحمامات». وهذا ما دفع أحد محازبي ساركوزي إلى القول متأففاً «الماكينة الانتخابية تبني ولسان ساركوزي يهدم».