strong>غزة ــ رائد لافيموسكو ــ حبيب فوعاني
القاهرة ــ الأخبار

تحضيـرات لإعـلان حكومـة الوحـدة من القـاهرة... و«الديموقراطيـة» تتّجـه إلى المقـاطعة

حصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل، أمس على “وعد” من موسكو بالسعي إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، في مقابل “ضمانة” بالعمل على وقف إطلاق الصورايخ من قطاع غزة، في وقت تواصلت فيه مشاورات رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية لتأليف حكومة الوحدة التي بدا أن الجبهة الديموقراطية تتجه إلى مقــــاطعتها، وسط معلومات عن سعي إلى إعــــــــلانها في القاهرة الأسبوع المقبل.
وقال مشعل، بعد محادثات أجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الشعب الفلسطيني سيحدد موقفه من الاعتراف بدولة إسرائيل حالما تنسحب الأخيرة من الأراضي الفلسطينية.
وأضاف مشعل، في مؤتمر صحافي، إنه “يتعين على إسرائيل، في المرتبة الأولى، إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية”، مشدداً على أن منظمة التحرير الفلسطينية تحتاج إلى إصلاح. وأوضح “تحتاج حلقاتها التنظيمية إلى إعادة بناء. ومن الضروري أيضاً إشاعة الديموقراطية لدى انتخاب قيادة هذه المنظمة”.
وأشار مشعل إلى أن روسيا تسعى إلى الإفراج عن رؤوس الأموال الفلسطينية المجمدة في مصارف في الولايات المتحدة. وقال إن “فلسطين تنظر نظرة جدية إلى النصائح التي طرحها الجانب الروسي خلال زيارة وفد “حماس” إلى موسكو، وتأمل أنها ستساعدها في المضي قدماً نحو تطبيع الوضع في الأراضي الفلسطينية وفي المنطقة برمتها”.
وأوضح مشعل قائلاً “إن القادة الروس قدّموا نصائحهم وتوصياتهم انطلاقاً من التجربة الغنية من العمل في المنطقة التي تكدست لدى روسيا. وكانت تلك النصائح تخص كيفية تحقيق النجاح والمضي قدماً بعد عقد اتفاقات مكة”.
وقال مشعل: “إن إصرار الأميركيين على مواصلة حصار فلسطين سيتمخض عن زعزعة الاستقرار أكثر من ذي قبل وعن الموقف السلبي من الأميركيين في المنطقة”.
وتحدّث مشعل عن “أفق سياسي” لتسوية النزاع العربي ــــــ الإسرائيلي إذا ما اعترفت الأسرة الدولية بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تأليفها. وقال: “إن الشعب الفلسطيني يتطلع لخطوات سريعة من المجتمع الدولي لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وحكومة الوحدة الوطنية المقبلة”. وأضاف: “إن التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية من دون تمييز سيوفر جواً سياسياً وبيئة تساعد على فتح أفق سياسي للصراع العربي الإسرائيلي”.
أما لافروف فقال من جهته إن “حماس” أعطته “ضمانات” بأنها ستوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. ورأى أن “حماس” حقّقت تقدماً كبيراً باتجاه تلبية المطالب الدولية بما يكفي لتخفيف العقوبات عنها.
وكان لافروف قد أعلن قبيل لقائه مشعل أن روسيا ستدعم الفلسطينيين وستضغط باتجاه رفع الحصار الاقتصادي عن السلطة الوطنية الفلسطينية. وقال: “لقد أبدى المشاركون في لقاء مكة حكمة وحصافة كبيرتين، وأهم شيء هو تحملهم المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني، ونحن ندعم بقوة التحرك في هذا الاتجاه، ونسعى إلى أن يقوم المجتمع الدولي بدعم هذه العملية، وترسيخها، وتقديم المساعدة من أجل رفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف لافروف: “لقد دعمت روسيا فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية منذ أن طرحت هذه الفكرة في شهر أيار 2006. ونواصل منذ ذلك الوقت وحتى الآن دعم الخطوات الفعلية التي أتاحت لهذه العملية أن تتكلل بالنجاح”. وأوضح أن الاتفاق بين “فتح” و“حماس” يمهد الطريق أمام استئناف مباحثات السلام في الشرق الأوسط.
في هذا الوقت، طالب هنية “فتح” و“حماس” بتقديم أسماء المرشحين منهما لتولي مناصب وزارية في حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة، حتى موعد أقصاه مساء غد الخميس، كي يتمكن من إعلان تأليف الحكومة قبل انقضاء المدة القانونية (ثلاثة أسابيع)، التي تنتهي أواخر الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال، غازي حمد، لـ“الأخبار”، إن هنية سيلتقي الرئيس محمود عباس على الأرجح السبت المقبل في غزة، لبحث نتائج الجولة الخارجية لأبو مازن، المتعلقة أساساً بتسويق اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية. وقال: “إن هنية سيطلع عباس كذلك على نتائج مشاوراته مع الكتل والقوى الفلسطينية التي أجراها على مدار أسبوعين متواصلين، تمهيداً لإعلان تشكيلها وعرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة”.
وفي هذا السياق، اشترط عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، تعديل اتفاق مكة للمشاركة في الحكومة الفلسطينية المرتقبة. وقال لإذاعة صوت فلسطين إن “الشراكة الوطنية تتطلب أن يكون للمشاركين نقاط هامة في الوزارة، وهذا يتطلب تصحيح المحاصصة لإتاحة فرصة المشاركة الفاعلة للفصائل الأخرى”.
وكان هنية قد التقى الوفد الأمني المصري المقيم في غزة، وأطلعه على مشاورات الحكومة، وحمله رسالة إلى مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، لم يتم الكشف فحواها.
وقالت مصادر مصرية وفلسطينية إن القاهرة ستكون المنصة الرئيسية لإعلان تدشين الحكومة الفلسطينية الجديدة. وأوضحت أن القاهرة ستشهد فى وقت لاحق من الشهر المقبل اجتماعاً ثلاثياً بين عباس ومشعل وهنية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أنه تم الاتفاق على هذه الترتيبات خلال الزيارتين اللتين قام بهما أبو مازن ومشعل أخيراً إلى العاصمة المصرية، مرجحة حضور مسؤولين من السعودية والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي للاحتفال.
إلى ذلك، شهد قطاع غزة أمس حوادث عديدة تندرج في سياق الفلتان الأمني، حيث يجري العمل على التحقيق في شأنها للوقوف على هوية الفاعلين ودوافعهم الحقيقية.
وبحسب الشرطة الفلسطينية، فإنه تم العثور على جثة امرأتين مقتولتين. وفجّر مسلحون مجهولون عبوة ناسفة أمام منزل المحاضر في الجامعة الإسلامية علي الشريف الواقع في حي الرمال الجنوبي في مدينة غزة.

  • الشيخ رائد صلاح وأعضاء في جمعيّة «ناطوري كارتا» اليهوديّة المناهضة للصهيونيّة خلال احتجاج في القدس أمس (أ ف

    الشيخ رائد صلاح وأعضاء في جمعيّة «ناطوري كارتا» اليهوديّة المناهضة للصهيونيّة خلال احتجاج في القدس أمس (أ ف