فاجأت حركة “طالبان” مجدداً أمس قوّات “التحالف” التابعة لحلف شمالي الأطلسي في أفغانستان. فبعد الهجمات العنيفة التي شهدها منتصف الشهر الجاري، قام انتحاري “طالباني” بتفجير نفسه، أمس، أمام القاعدة الأميركيّة في باغرام (60 كلم شمال كابول)، حيث كان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.وكان تشيني، الذي أمضى الليل في القاعدة، يستعدّ للتوجّه إلى كابول لإجراء محادثات مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي في شأن كيفيّة مواجهة “الهجوم الربيعي” الذي يُتوقّع أن يشنّه مقاتلو “طالبان” و“القاعدة”.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية عن مقتل ما لا يقلّ عن 14 شخصاً، بينهم ثلاثة جنود أجانب في الهجوم، ما أكّدته قوّات “التحالف” مشيرةً إلى أنّ بين القتلى جنديّاً أميركياً، فيما أفاد مسؤولون عسكريّون في سيول أنّ جندياً كورياً جنوبياً قُتل كذلك.
وعلّق تشيني بعد العمليّة أنّه سمع دويّاً عندما وقع التفجير. وقال للصحافيين المسافرين معه من أفغانستان إلى سلطنة عمان، “من الواضح أنّهم (عناصر طالبان) يبحثون عن سبل للتشكيك في سلطة الحكومة المركزية، وأعتقد أنّ مهاجمة باغرام تمثّل أحد هذه السبل”.
وصرّح المتحدّث باسم قوّة المساعدة الأمنية التابعة لحلف شمالي الأطلسي (إيساف) الكولونيل توم كولينز بأنّ الحادث ناجم عن قيام انتحاري بتفجير سيّارته عند بوّابة القاعدة الأميركية الرئيسية، إلّا أنّ “التحالف” أعلن لاحقاً أنّ المتفجّرات كانت مربوطة حول جسد الانتحاري، الذي توجّه سيراً على الأقدام نحو القاعدة، وفجّر نفسه أمام بوّابتها الخارجية.
وتبنّت حركة “طالبان” العمليّة، وأفاد المتحدّث باسمها قاري محمّد يوسف أحمدي، في اتصال هاتفي، أنّ ميليشيا الحركة هي المسؤولة عن الانفجار، موضحاً أنّ الهجوم استهدف تشيني الذي كان داخل القاعدة حينئذ.
وأضاف أحمدي إنّ حصيلة القتلى تزيد على 20 شخصاً، إلى جانب 30 مصاباً، غالبيّتهم من الجنود الأميركيين، مشيراً إلى أنّ منفّذ الهجوم هو مواطن أفغاني يُدعى عبد الرحيم، وهو من سكّان إقليم لوجار.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)