رام الله ــ الأخبار
يبدو أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد غابي أشكنازي يستعرض قوته في الأراضي الفلسطينية، في إطار استعادة بعض الهيبة لقوات الاحتلال، ومحاولة تطويق الاتفاق الفلسطيني، وإعادة التوتر الداخلي

استأنفت قوات الاحتلال أمس عدوانها على نابلس في الضفة الغربية، بعد أقل من 24 ساعة من سحب جنودها من المدينة. ووسعت حملتها لتشمل جنين، حيث استشهد ثلاثة مقاومين من “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، التي توعدت بالرد على الجريمة الإسرائيلية.
واغتالت قوات إسرائيلية خاصة أمس قائد “سرايا القدس” في الضفة الغربية أشرف السعدي (25 عاماً) والناشطين في السرايا محمد أبو ناعسة (22 عاماً) وعلاء بريكي (26 عاماً).
وقال شهود عيان، لـ“الأخبار”، إن القوات، التي تسللت إلى المدينة، طاردت سيارة يستقلها أشرف السعدي والناشطان. وعندما وصلت السيارة إلى مخيم جنين، وحاول المقاومون الإفلات من مطاردة الاحتلال، فوجئوا بقوة أخرى تحاصرهم في أحد أزقة المخيم واشتبكوا معها، قبل أن تصطدم سيارتهم بجدار. وتمكّن السعدي من الخروج منها والاشتباك مع القوات الخاصة حتى استشهد.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عبر موقعها الإلكتروني، إن السعدي أطلق النار على سيارة المستعربين بعدما اشتبه فيها، ما أدى إلى إصابة جندي بجروح في الكتف.
وشيّع آلاف الفلسطينيين في جنين جثامين الشهداء الثلاثة، ورددوا هتافات غاضبة تنادي بالانتقام وتندد بالجريمة الإسرائيلية.
وتوعدت “سرايا القدس” برد “عنيف” على جريمة الاغتيال. وقال المتحدث باسمها، أبو أحمد: “إن فاتورة الحساب مع العدو تزداد يوماً بعد آخر، وردّنا سيكون بالأفعال لا بالكلمات والخطابات”. وأضاف: “أطلقنا العنان لمجاهدينا كافة بالنفير العام والرد الموجع على عملية اغتيال قائد السرايا في الضفة وإخوانه المجاهدين”.
ودعت حركة “حماس” أجهزتها العسكرية لأن تكون على جهوزية عالية وعلى أهبة الاستعداد “للرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل”، والدفاع عن الشعب الفلسطيني “في كل مكان”. وقالت، في بيان، “إن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة”.
ودان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، جريمة الاغتيال في مخيم جنين والعدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة نابلس وأهلها ومؤسساتها وبناها التحتية. ووصف اغتيال المقاومين في جنين بأنه “جريمة بربرية”.
واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، إسماعيل هنية، إسرائيل بالعمل على إفشال
اتفاق مكة والوفاق الفلسطيني، وطالبها بـ“وقف العدوان وحالة التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة والانسحاب من مدينة نابلس”.
وقال هنية إن “جرائم الاحتلال، وآخرها جريمة اغتيال ثلاثة من قادة سرايا القدس في جنين، مرتبطة بشكل مباشر بالرفض الإسرائيلي لاتفاق مكة ومحاولة لإجهاض المشاورات
الفلسطينية والعربية لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني”.
إلى ذلك، اقتحم جيش الاحتلال نابلس مجدداً أمس. وذكر شهود عيان أن 120 آلية عسكرية وعربات رباعية الدفع ومصفحات وجرافات دخلت المدينة، حيث فرضت حظر التجول وطلبت من المواطنين عدم التجول والخروج إلى الشوارع، واعتقلت أقارب “مطلوبين” للضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
وقالت مصادر إسرائيلية إن العملية العسكرية في نابلس ستستمر وتتوسع. وأعلنت اعتقال 35 فلسطينياً.
كما اعتقل الجيش الإسرائيلي النائب في المجلس التشريعي عن حركة “حماس” حاتم قفيشه عقب دهم منزله في مدينة الخليل في الضفة الغربية.