strong>يبدو أن الإدارة الأميركية وقعت في حرج قبولها الجلوس مع إيران وسوريا على طاولة مؤتمر الجوار العراقي، بعدما كانت قد رفضت هذا الأمر مراراً، وهي حالياً تحاول التخفيف من وقع قرارها، بالإعلان أنها لن تعقد محادثات ثنائية مع هذين البلدين
ستتجه الأنظار في العاشر من آذار المقبل إلى العاصمة العراقية بغداد، لكونها ستحتضن مؤتمراً دولياً، الهدف العلني منه مناقشة الأوضاع الأمنية في العراق، لكن ما هو غير معلن أبعد بكثير، وخاصة أن ألد الخصوم (واشنطن من جهة وطهران ودمشق من جهة ثانية) سيلتقون خلاله بشكل علني.
وأعلنت الحكومة العراقية، في بيان أمس، أنها «وجهت دعوات رسمية إلى دول الجوار الإقليمي، ومصر والدول الخمس الدائمة العضوية (في مجلس الأمن)، ومنظمة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية» لحضور المؤتمر، الذي يهدف إلى «دعم العملية السياسية، وجهود حكومة الوحدة الوطنية في تثبيت الأمن والاستقرار، بما يسهم في تكريس الوفاق الوطني في العراق».
وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو أن واشنطن «ليست بصدد عملية اعتراف دبلوماسي بإيران، وليست بصدد إجراء محادثات ثنائية مع إيران»، مشيراً إلى أن «من غير الصحيح وصف المشاركة الأميركية في اجتماع إقليمي بأنها تغيير في السياسة» الأميركية إزاء طهران.
وشدد سنو على أن المؤتمر «لن يكون فرصة لتغيير المشهد الدبلوماسي»، موضحاً أن بلاده «شاركت في منتديات عديدة في السنوات الأخيرة إلى جانب ايران وسوريا، لمناقشة قضايا ذات اهتمام اقليمي، لذلك فإن هذا (المؤتمر) ليس استثناء، بل مثال آخر على العمل الدبلوماسي الاميركي»، علماً بأن وزارة الخارجية الاميركية لم تستبعد أول من أمس عقد لقاءات ثنائية مع طهران ودمشق على هامش المؤتمر نفسه.
في المقابل، أعلن رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني أن بلاده ستقوم «بكل ما هو ضروري، لمساعدة الشعب والحكومة العراقيين».
وفي رده على سؤال عما إذا كانت إيران ترى في هذا المؤتمر تكراراً لما جرى في مؤتمر بون، الذي عُقد بشأن أفغانستان عام 2001، قال لاريجاني إنه «لا ينبغي أن ننتحر خشية أن نموت».
وكانت واشنطن قد تجاهلت ارادة طهران لدى اتخاذ القرار النهائي بشأن أفغانستان.
وفي دمشق، رأى مصدر في وزارة الخارجية السورية أمس أن «التباحث مع الولايات المتحدة بشأن العراق هو خطوة جزئية في الاتجاه الصحيح، الذى يتمثل بالحوار في كل مشاكل المنطقة، لأنها مترابطة، ويؤثر بعضها على البعض الآخر؛ سلباً أو إيجاباً».
وذكرت أوساط سورية مطلعة لـ«الأخبار» أن السلطات السورية ترى في البادرة الأميركية إقراراً متأخراً منها بضرورة الحوار من «الند للند»، والذي طالما نادت به دمشق، معربة عن أملها أن يؤدي الحوار في الملف العراقي إلى فتح آفاق حوار مماثل في جميع قضايا المنطقة.
وترددت معلومات أن تركيا لم تحسم قرارها بعد بالمشاركة في المؤتمر.
وفي القاهرة، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الولايات المتحدة، التي وصفها «بصاحبة القرار والتواجد الكثيف» في العراق، الى «التعاون مع الجميع من أجل انقاذ العراق، على اساس تحقيق المصالحة والانسحاب واعادة البناء، ووقف الحرب المذهبية هناك».
من جانبه، قال دبلوماسي مصري أمس إن مصر «قررت المشاركة في الاجتماع، للمساهمة في جهود إعادة الاستقرار والأمن».
وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية وغربية، لـ«الأخبار»، عن «وجود مقترح يتم تداوله» بين القاهرة وأنقرة بشأن عقد اجتماع قمة طارئة لرؤساء دول الجوار العراقي، بمشاركة مصر والسعودية وتركيا والأردن وسوريا وإيران.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستشارك في مؤتمر الجوار العراقي.
وقال المتحدث باسمها جان باتيست ــــــ ماتيي إن «الدول المجاورة للعراق لها دور تضطلع به». وفي لندن، رأى المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أن «عقد لقاء امر ايجابي، لكن يجب تحقيق نتائج في ختام المباحثات»، معلناً ترحيب بريطانيا بـ«الاتصالات»، لكنه أضاف أن «ما نريد رؤيته هو نتائج حقيقية وملموسة، على الارض في العراق وفي لبنان، وعلى صعيد التأثير في فلسطين أيضاً».
وفي برلين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية توماس ستيغ إن بلاده «تشجع الحكومة العراقية على المضي قدماً في فكرة المؤتمر».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)