strong>مشاورات صينية ـ فرنسية لحل الأزمة الإيرانية «سلمياً» ولاريجاني يعلن عن مقترحات غربية جديدة
تميّزت المحادثات السودانية ــ الإيرانية، التي بدأت أمس في الخرطوم بين الرئيسين عمر البشير ومحمود أحمدي نجاد، بانعقادها في ظروف صعبة يواجهها البلدان، غداة اتهام المحكمة الجنائية الدولية للوزير السوداني أحمد هارون، بارتكاب جرائم حرب في دارفور، في وقت تواجه فيه طهران ضغوطاً دولية بسبب برنامجها النووي.
وشدد الرئيسان الإيراني والسوداني، في بداية زيارة نجاد التي تستمر يومين، على تطابق وجهات النظر بين بلديهما حيال القضايا الإقليمية والدولية وعزمهما على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وقال نجاد، الذي وصل إلى الخرطوم أمس، إن “قوى التسلط عبر ممارستها ضغوطاً على حكومة السودان وشعبه، لا تريده بلداً قوياً”.
وعن الوضع في لبنان، أثنى الرئيس الإيراني على المقاومة التي قادها الشعب اللبناني في الحرب الأخيرة مع إسرائيل ووصفها بأنها “باعث على الفخر والاعتزاز”. وقال إن “المقاومة اللبنانية أجهضت الهجوم الإسرائيلي الكاسح بدعم من نظام الهيمنة ليتضح خطأ المقولة إن الكيان الصهيوني لا يقهر”.
ورأى نجاد أن انتصار المقاومة اللبنانية “شكّل نقطة فاصلة وضعت مهر الختام على هذا التصور الخاطئ”. وأضاف أن إسرائيل وأميركا “تنتابهما اليوم العصبية إزاء انتصار الشعب اللبناني، وهما لا تريدان له أن ينعم بالعزة والاستقلال والوحدة”. وأضاف: “نحن نوصي كل أعزائنا في لبنان بأن يتحلوا بالنباهة والتوكل على الله للتعامل مع هذه التحديات”.
اما الرئيس السوداني فقد صرح بدوره: «إننا نتابع بقلق محاولات زرع الفتنة في العراق ولبنان، وإشعال حرب أهلية في فلسطين»، مشيراً إلى أن محاولات زرع الفتنة تقف وراءها جهات خارجية «معروفة»، لها مصلحة إضعاف الأمة الإسلامية وتفتيت وحدتها. وأعلن استمرار جهود بلاده من «أجل تحقيق الوحدة الوطنية بين أبناء لبنان».
والتقى نجاد لاحقاً نائب الرئيس السوداني وقائد حركة تحرير شعب السودان سيلفا كير ميارديت، الذي قال إنه يدعم البرنامج النووي الإيراني، معرباً عن أمله في تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
إلى ذلك، اتفق وزيرا الخارجية الصيني لي تشاو شينغ والفرنسي فيليب دوست بلازي، بعد محادثات أجرياها في بكين أمس، على مواصلة المشاورات والتعاون لإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني من خلال المفاوضات الدبلوماسية، حسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وفي طهران، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، أن الدول الغربية تقدمت بمقترحات جديدة إلى إيران في الشأن النووي، موضحاً أن هذه المقترحات قدمت إلى وزير الخارجية منوشهر متكي، ومؤكداً في الوقت نفسه أن هذه المقترحات ليست مشروعاً، مع كونها جديدة.
وعن احتمال إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال لاريجاني: «يوجد احتمال عقلي لإصدار قرار آخر». وأوضح «أن البرنامج الفني (للتخصيب) يسير حسب الجدول الزمني الموضوع له مسبقاً، وإننا لم نقرر شيئاً جديداً».
ومن جهته، اوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون أميركا وأوروبا الدكتور سعيد جليليان أن بلاده دعت مجموعة (5+1) إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر». وعن احتمال لجوء أميركا إلى الخيار العسكري ضد إيران، قال جليلي: «لا أظن أن حرباً ستقع».
إلى ذلك، تعرض نجاد أمس لانتقادات شديدة من «المعتدلين» الإيرانيين بسبب مواقفه من الملف النووي في خطاب ألقاه أخيراً وشبه فيه البرنامج النووي بقطار «بلا فرامل».
وقال النائب الإصلاحي قدرة الله علي خاني، لصحيفة «اعتماد ميلي»، إن «تصريحات نجاد تقوّض جهود مسؤولين آخرين وتجعل الأعداء أكثر تمسكاً بقراراتهم»، مشيراً إلى أن «مثل هذه التصريحات تسرع من تبني قرارات أكثر قسوة ضد إيران».
وقال النائب الإصلاحي إسماعيل غيرامي مقدم: «الأفضل لنا أن نتحدث بلغة معقولة، لا أن نتحرك في الاتجاه الذي يرغب أعداؤنا لنا أن نتحرك فيه ونستخدم شعارات مستفزة ونعمل بروح المغامرة».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، مهر)