القاهرة ــ الأخبار
هل يُنصَّب جمال أوّل رئيس منتَخب لحزب مبارك؟

«مؤتمر الخلافة»، هذه هي التسمية المتداولة في مصر للإشارة إلى المؤتمر التاسع للحزب الوطني الحاكم، الذي يبدأ فعالياته صباح اليوم، وسط توقّعات كبيرة بأن يكون الحدّ الفاصل بين عهدين في الرئاسة، وأنّ اختيار جمال مبارك في موقع قيادة الحزب سيكون الخطوة الحاسمة في خلافة والده على رأس البلاد.
أصحاب هذه التوقّعات يعتمدون على أنّ الانتخابات القاعديّة للحزب أسفرت عن تغيير 70 في المئة من الكوادر التي لها الحقّ في اختيار رئيس الحزب، وأنّه من بين 6500 عضو لهم الحقّ في حضور المؤتمر، فإنّ الغالبيّة منهم يحملون تعليمات واضحة: لا رئيس إلّا جمال، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي يُعتمَد فيها أسلوب الاقتراع لاختيار رئيس الحزب الذي أسّسه الرئيس السابق أنور السادات في آب 1988، وسارع بعدها العديد من قادة حزب «مصر العربي الاشتراكي» الذي كان في الحكم حينها للانضمام إلى الحزب الجديد.
وفي مواجهة التوقّعات بأن يكون جمال مبارك أوّل رئيس منتخَب للحزب الحاكم، ترى مصادر متابعة أنّه لن يحدث تغيير في ما يتعلّق بمنصب رئيس الحزب الذي يشغله رئيس البلاد، وأنّ التغيير الوحيد المتوقَّع سيكون في إحكام سيطرة مجموعة جمال المعروفة باسم «الحرس الجديد» على مقاليد الأمور، بعد إبعاد الأمين العام صفوت الشريف، الذي يُعَدّ آخر الأقوياء في «الحرس القديم».
وفق هذه الرؤية، فإنّ التغيير في سياسة البلاد لن يتمّ عبر الحزب الذي لا يمثّل سوى دائرة من دوائر قرار الرئاسة في ظلّ وجود المؤسّسات التقليدية التي لن تفرّط في نفوذها في اختيار الحاكم. وتشير مصادر مصريّة إلى أنّ رئاسة الحزب ليست هي الأهمّ مقارنة بمنصب رئيس الحكومة الذي من حقّه، بحسب التعديلات الدستوريّة التي قام بها مبارك أخيراً، أن يدير شؤون البلاد في حالة الغياب المؤقّت (بداعي المرض أو العلاج) لرئيس الدولة.
ورغم أنّ الأوساط السياسيّة تنتظر مفاجآت مؤتمر الحزب الحاكم، إلّا أنّ الدلائل تقول إنّها ستكون محدودة للغاية وخصوصاً مع عدم حسم المرشّح لخلافة مبارك. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، فإنّ الانطباع السائد هو أنّ «مبارك هو أقوى مرشّح لخلافة مبارك» (في إشارة إلى الرئيس ونجله). في المقابل، فإنّ ترتيبات صعود جمال إلى منصب أرفع في الحزب، لا تعني سوى «خطوة قصيرة» إن لم يحدث توافق على مستويات أعلى.
في هذا الوقت، تتصاعد الخلافات داخل جماعة «الإخوان المسلمين» حول برنامج الحزب. وبينما يدافع نشطاء «الإخوان» من أجل برنامج أكثر مدنيّة، فإنّ النائب الثاني للمرشد محمد حبيبن قال إن «الجماعة قرّرت نهائياً عدم تولّي المرأة أو غير المسلمين منصب رئيس الجمهورية». وأضاف حبيب، في تصريحات تنشرها صحيفة «البديل» اليوم، إن «هذه نقاط ليست محلّ نقاش».
إلى ذلك، شهدت غالبيّة الكليات الجامعيّة المصرية أوّل من أمس تظاهرات احتجاج واسعة على ارتفاع المصاريف الدراسية إلى حدّ غير مسبوق في البلاد.