إسطنبول ـ الأخبارواشنطن ـ محمّد دلبح

أوجلان يؤكدّ لأردوغان استعداده «لأي تسوية ديموقراطيّة»

سرّيّة مُطلَقة أحاطت أمس باجتماع دول الجوار العراقي على مستوى الخبراء، الذي انعقد على مدى ثلاث ساعات في فندق «كونراد» في إسطنبول، سُربت من بعده مسودة بيان ختامي خالية من أيّة إشارات مباشرة إلى حزب العمّال الكردستاني.
وبينما كانت الأجواء عاديّة في «كونراد»، كانت قاعات فندق «تشيرغان»، مكان إقامة وزراء الخارجية، تعجّ باللقاءات الثنائية والاجتماعات التي أُبعِدَ عنها الصحافيّون.
أمّا «الحماوة» الدبلوماسيّة، فبرزت نوعاً ما خلال المؤتمر الصحافي المشترَك الذي عقده كل من وزيري خارجيّة الولايات المتّحدة وتركيا كوندوليزا رايس وعلي باباجان في أنقرة أمس، تمهيداً لاجتماع وزراء وممثّلي 22 دولة ومنظّمة دوليّة في اسطنبول اليوم.
في هذا الوقت، ورد كلام نادر عن قائد حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إميرالي، وجه ما يُشبه رسالة إلى رئيس الحكومة التركيّة رجب طيّب أردوغان يعرب له فيها عن استعداد حزبه للقبول بأي حلّ ديموقراطيّ للأزمة «لأنّ العمّال الكردستاني لن ينتهي أبداً من خلال ضربة عسكريّة»، وسط أنباء عن قرب موعد إطلاق الأسرى الثمانية الأتراك لدى مقاتلي الحزب.
وأعلن باباجان، بعد لقائه رايس، أنّ «وقت الكلام ولّى»، وأنّه ينبغي الانتقال إلى العمل ضدّ المقاتلين الأكراد المتحصّنين في شمال العراق. وقال باباجان: «ننتظر الكثير من الولايات المتّحدة في مكافحة حزب العمّال الكردستاني، لأنّ لديها دوراً رئيسياً تقوم به، وعلينا العمل على تبنّي إجراءات ووسائل تأتي بنتائج فعلية».
وكان باباجان يردّ ضمنيّاً على كلام رايس التي قالت إنّ بلادها «مصمّمة على مضاعفة الجهد المشترَك مع أنقرة لأنّنا بحاجة إلى موقف تشاوري من هذه المشكلة». ورأت رايس أنّ الحزب الكردي هو «عدوّ مشترك» للبلدين، كما حثّت الجيش التركي على عدم دخول بلاد الرافدين لعدم «زيادة زعزعة استقراره»، مكرّرة مطالبتها لإدارة كردستان العراق بتحمّل مسؤوليّاتها إزاء «العمّال الكردستاني» في الإقليم. ولم تكشف رئيسة الدبلوماسية الأميركيّة إلا عن الإجراءات على المدى القصير التي تشمل «تبادل أفضل للمعلومات مع الأتراك وجعل من الصعب على الحزب التحرّك في شمال العراق».
ولم يكن وعد رايس اتخاذ إجراء «فعّال» ضدّ المقاتلين الأكراد كافياً لحجب الانتقادات التركيّة التي أتت لتحاكي العداء المستفحل عند الشعب التركي إزاء الولايات المتّحدة، وهو ما أظهره أحدث استطلاعات الرأي في واشنطن، الذي أوضحت نتائجه أنّ نسبة تأييد الولايات المتّحدة عند الشعب التركي تبلغ 9 في المئة، وأنّ الأتراك ينظرون إلى واشنطن على أنّها تمثّل أكبر تهديد لأمنها القومي.
أمّا أبرز النقاط التي وردت في مسوّدة البيان الختامي لخبراء الدول والمنظّمات المشاركة في مؤتمر اسطنبول، فكانت بنداً أضافه الأتراك يشدد على وحدة العراق، وعدم السماح للقيام بأي نشاطات إرهابية تهدّد أي دولة، علماً بأنّ موضوع «العمّال الكردستاني» لم يُطرَح بشكل مباشر، بل طُرِح ضمن إطار «مكافحة الإرهاب». ومن النقاط الأخرى التي طُرِحت وكانت موضع خلاف، مطالبة الأمم المتحدة بتأليف وحدة خاصة لدعم وحدة العراق، وكانت سوريا من ضمن الدول المعترضة على تأليف هذه الوحدة. ولم يتفق الخبراء على هذه النقطة، وتقرّر ترك حسم الموقف منها إلى اجتماع الوزراء الذي سينعقد اليوم.