أيها الملك خوان كارلوس، ارحل عن سبتة ومليلة المغربيتين». هذه العبارة كتبت على إحدى اللافتات التي حملها متظاهرون مغاربة أمس، احتجاجاً على زيارة الملك الإسباني إلى المدينتين الواقعتين في شمال المغرب. وبدأ خوان كارلوس أمس زيارته الأولى إلى مدينتي سبتة ومليلة منذ اعتلائه العرش عام 1975، مثيراً بذلك استياء المغرب الذي يطالب باسترداد المدينتين. وحاول الملك الإسباني تبرير زيارته لمدينة سبتة، مشدداً على أنه «التزام إزاء المدينة، كان علي الوفاء به».
وأعلن خوان كارلوس، في خطاب ألقاه أمام المجلس البلدي للمدينة: «لم أرغب في مرور مزيد من الوقت من دون أن آتي إلى سبتة لأعبر لكم عن تعاطفنا ودعمنا». وأضاف: «نحن بلد مندمج تماماً في الاتحاد الأوروبي الذي يكن صداقة صريحة لجيرانه وتعاوناً وثيقاً مع العالم أجمع». وعلى الجانب المغربي من حدود سبتة، اقتحم مئات المتظاهرين البوابة الحدودية الأولى، وقاموا بتحطيمها، فيما منعت قوات الأمن المغربي المتظاهرين من الوصول إلى البوابة الإسبانية من الحدود.
وردّد المتظاهرون هتافات تندّد بـ«الاحتلال» الإسباني لسبتة ومليلة. وأشار رئيس «اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلة»، التي نظمت التظاهرات، حبيب حاجي، إلى أن «المتظاهرين قدِموا للتعبير عن وطنيتهم والاحتجاج على الاستعمار والعنصرية الإسبانيين».
وبحسب بعض المحللين، اعتقدت حكومة لويس ثاباتيرو خطأً أنها عززت العلاقات مع المغرب إلى الحد الذي يجعل الرباط تقبل الزيارة الملكية، ما يساعد الاشتراكيين في تسجيل نقاط في سبتة ومليلة قبل انتخابات آذار المقبل.
إلى ذلك، قال مدير مركز المغرب الدبلوماسي، عبد الفتاح البلعمشي، إن «أهم ما يلفت الانتباه في زيارة الملك الإسباني إلى سبتة ومليلة السليبتين المغربيتين، أنها مستفزة لكل المغاربة من دون استثناء». وأوضح أنها «تأتي لتنغص علينا احتفالاتنا بأعياد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال. إلا أنها في الوقت نفسه فرصة تاريخية لفتح كل الملفات العالقة تجاه قضية سبتة ومليلة، التي عُطِّلت بدعوى المصالح المشتركة، وأكذوبة التوازنات الإقليمية».
ويعزو محلّلون مغاربة الزيارة الملكية إلى نقمة إسبانيا على العلاقات الخاصة بين فرنسا والمغرب، ولا سيما بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، التي وقّع خلالها مع الرباط اتفاقات تجارية بمليارات الدولارات. ودعت فرنسا كلاً من إسبانيا والمغرب إلى «مواصلة الحوار بينهما» في شأن سبتة ومليلة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)