strong>بعد الغموض الذي لفّ موعد مؤتمر السلام الدولي منذ الإعلان عنه، كُشف النقاب أمس عن تاريخ محدّد لانعقاده، هو السادس والعشرون من الشهر الجاري، رغم نفي السلطة الفلسطينية، في ظل دعوة وجهها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك إلى سوريا للمشاركة فيه
أعلن مسؤول فلسطيني أمس «أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أبلغت الرئيس محمود عباس أنها قررت مبدئياً أن توجّه الدعوات إلى مؤتمر أنابوليس للسلام في السادس والعشرين من الشهر الجاري».
وأضاف المسؤول، لوكالة «فرانس برس»، أن رايس «ستعود إلى المنطقة في الخامس عشر من الشهر الجاري لاستكمال التحضيرات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بخصوص صياغة وثيقة المبادئ التي سيبحثها الطرفان».
إلا أن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، نفى تحديد مواعيد للقاء أنابوليس، وشدّد على ضرورة «استمرار بذل كل جهد ممكن لتنفيذ الالتزامات المترتبة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من المرحلة الأولى من خريطة الطريق».
وأضاف عريقات: «إن هناك صعوبات في المفاوضات الجارية حالياً في شأن كثير من القضايا»، موضحاً أنه «تم الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية فلسطينية ـــــ إسرائيلية ـــــ أميركية لتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق، فيما قدمت رايس تعهداً لإطلاق مفاوضات الوضع النهائي في مؤتمر أنابوليس».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد أعلن أمس أن مؤتمر أنابوليس سيعقد نهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى إمكان إرسال دعوة إلى سوريا للمشاركة فيه. وقال إن «مشاركة سوريا مهمة بالنسبة إلينا، وآمل أنه في حال نجاح العملية السياسية مع الفلسطينيين، فإن ذلك سيشجع عملية مشابهة مع سوريا». وتابع أنه «بعد مؤتمر أنابوليس، ستبدأ إسرائيل بمفاوضات مع الفلسطينيين في جميع قضايا الحل الدائم، وهي اللاجئون والقدس والحدود»، مشدداً على أن أي تطبيق ميداني لتفاهمات بين الجانبين سيكون بموجب خطة «خريطة الطريق».
كذلك، دعا وزير الدفاع إيهود باراك سوريا إلى حضور مؤتمر أنابوليس. وقال، أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي، «بالطبع هناك مجال لمشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس». وأضاف أن مشاركة دمشق «قد تؤدي أيضاً، ووفقاً لظروف معينة، إلى إحياء المفاوضات مع سوريا عندما يحين الوقت لذلك».
من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني العالم العربي إلى دعم المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين «من دون إملاء نتيجتها». ورحبت، على هامش اجتماع وزراء خارجية يوروميد في لشبونة، بإمكان التحاور «مع وزراء خارجية دول لا نقيم علاقات دبلوماسية معها». وأضافت أن «أنابوليس جزء من عملية. واليوم التالي ليس أقل أهمية»، مذكرة بأنه من وجهة النظر الإسرائيلية فإن «أي اتفاق رهن بالاحترام التام للمرحلة الأولى من خريطة الطريق أي وضع حد للهجمات الإرهابية والعنف».
في المقابل، جدّدت دمشق، على لسان نائب رئيس الوزراء عبد الله الدردري، رفض المشاركة في المؤتمر الدولي إذا لم يكن الجولان المحتل على جدول الأعمال. وقال الدردري، لوكالة «أسوشييتد برس»: «لدينا أراض محتلة، ولن نحضر المؤتمر إذا لم تكن قضة الجولان واضحة في جدول الأعمال».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)