القاهرة ــ خالد محمود رمضان برلين ــ غسان بو حمد

الجولة الأوروبية للملك السعودي عبد الله تقوده اليوم إلى برلين، التي حرصت على إبقاء برنامج الزيارة في إطار السيطرة، خشية أي توترات أمنية، ولا سيما أنها تترافق مع وضع متفجر في باكستان، إضافة إلى انعكاس توتر العلاقة بين الأكراد وتركيا على العاصمة الألمانية

تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس هورست كوهلر اليوم الملك السعودي عبد الله لبحث جدول أعمال يتضمن ثلاث نقاط هي: مخاطر امتلاك إيران للطاقة الذرية، ومعالجة السبل الكفيلة بإبعاد خطر الإرهاب، والبحث في معالجة السبل الكفيلة بتأمين سلام دائم ومستقر في الشرق الأوسط، وتحديداً بين العرب والفلسطينيين.
وتصف صحافة ألمانيا زيارة الملك السعودي، ومباحثاته اليوم وغداًَ مع قادتها بأنها «لقاء بين الكبار» على الصعيدين الإقليمي والدولي، نظراً لتأثيرهما الإيجابي والفعال في المحيط المتوتر في الشرق الأوسط، ولما يتمتعان به من تأثير وقوة، عبر الضغط الاقتصادي لنزع فتيل الانفجار والتوتر وفرض الاستقرار والسلام.
وحرص المكتب الإعلامي التابع لوزارة الخارجية الألمانية على ترك برنامج الزيارة وحركة التنقل للملك وسط العاصمة الألمانية، وكذلك حرص على فرض إجراءات مشددة حول بطاقات الاعتماد للصحافيين ووسائل الإعلام، تأميناً لسلامة الملك السعودي والحاشية المرافقة.
وبحسب الجدول الرسمي للزيارة، يقوم الملك السعودي بتفقد بوابة براندنبورغ التاريخية يرافقه عمدة مدينة برلين كلاوس فوفيرايت، ويوقع على كتاب الشرف للزائرين الرسميين في المبنى المركزي لبلدية برلين، والمعروف بتسمية «المبنى الأحمر». وفي ختام الزيارة، يلتقي والمستشارة أنجيلا ميركل عدداً من الصحافيين المعتمدين لإطلاعهما على نتائج المباحثات الثنائية.
ويراهن الجانب الألماني على تعميق التعاون بين الدولتين، وخصوصاً في شؤون البيئة والطاقة، ومنها تطبيق خطة لمكافحة التلوث الناتج من انبعاث الغازات السامة، إضافة إلى بحث الحوار بين الرسالات الدينية، ولا سيما أن المانيا تأتي في مقدمة الدول الأوروبية المنفتحة على الحوار بين الديانات، نظراً لوجود أكبر جالية مسلمة على أرضها يصل تعدادها الرسمي إلى أكثر من ثمانية ملايين مسلم، معظمهم من الأتراك.
ومن المقرّر أن ينتقل الملك السعودي من ألمانيا إلى القاهرة، حيث يلتقي السبت الرئيس المصري حسني مبارك، وسط تكهنات بإمكان عقد قمّة سعودية ليبية في العاصمة المصرية لتنقية الأجواء بين الدولتين، منذ المشادة الكلامية التي نشبت بينهما خلال الجلسة الافتتاحية للقمّة العربية التي عقدت في شرم الشيخ في شهر آذار من عام 2003. وقال مسؤول مصري إن الزعيم الليبي معمر القذافي سيزور مصر السبت المقبل لحضور افتتاح الدورة العربية الرياضية للألعاب التي تستضيفها القاهرة، مشيراً إلى أن القاهرة وجّهت دعوات مماثلة لنحو ثمانية من قادة الدول العربية.
في السياق، أعلنت مصادر عربية وثيقة الصلة بالسلطات الليبية، أن حسني مبارك بذل أخيراً جهوداً دبلوماسية وسياسية مكثّفة غير معلنة لتقريب وجهات النظر بين السعودية وليبيا. وأكدت المصادر أن الجهود المصرية كللت بالنجاح، مشيرة إلى أن الرسالة التي سلمها رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان إلى القذافي خلال الزيارة التي قام بها أخيراً إلى مدينة سرت الليبية تندرج في هذا الإطار.
ونقلت المصادر عن مسؤول ليبي قوله إن مبارك تمكن في زيارته الأخيرة لليبيا من كسر الجمود وتحقيق انفراجة قد تمهد لعودة الأمور إلى طبيعتها بين طرابلس والرياض. وأشارت إلى أن الوساطة المصرية نجحت إلى حد كبير في حسم الخلافات بين السعودية وليبيا والتمهيد لعقد لقاء قمة بين عبد الله والقذافي.