عاد رجل الدين الإيراني آية الله حسين علي منتظري، الذي أدى دوراً بارزاً في بداية ثورة عام 1979، إلى المشهد السياسي الإيراني، محذراً من مخاطر حصول حرب بين طهران وواشنطن، وداعياً البلدين إلى إجراء «مفاوضات مباشرة» لحل أزمة الملف النووي الإيراني.وقال منتظري، الذي كان متوقعاً أن يخلف مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني وتمّت إزاحته عن السلطة أواخر الثمانينيات، إن «هؤلاء السادة (في الحكومة) يريدون الإيهام بأن الوضع طبيعي ويعتقدون أن لا شيء سيتحرك عند حصول حرب. لكن عليهم أن يعرفوا أن الناس تغيروا ولن يقبلوا بالتوجه الى حقول الألغام من دون طرح أسئلة». وأضاف منتظري، إثر لقاء مع مسؤولين اصلاحيين في الهيئات الطلابية، «صحيح أنه قيل يوماً إن الولايات المتحدة غير قادرة على القيام بأي شيء، لكن إذا لم نتصرف بحكمة وإذا حصلت هجمات على أماكن معيّنة، فإن الناس سيدفعون الثمن»، في اشارة إلى تهديدات اميركية وإسرائيلية بتنفيذ هجمات على منشآت نووية ايرانية.
وقال منتظري «يجب الحؤول دون تضافر الظروف لحصول حرب او هجوم. لا بد من حل المشاكل بالمفاوضات المباشرة». وأضاف «أتذكّر أنه خلال حرب فييتنام، كان الاميركيون يقودون الحرب وفي الوقت نفسه يفاوضون في باريس مع مسؤولي الفييتكونغ».
في هذا الوقت، وجَّه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس نداءً الى الصين، للمساعدة في وقف البرنامج النووي الإيراني، قائلاً إن إشاعة الاستقرار في الخليج تصبُّ في مصلحة أمن الطاقة لبكين. وقال غيتس إنه أثار قضية إيران في اجتماعاته اول من امس مع مسؤولي الدفاع ووزارة الخارجية الصينية. وأضاف «ليس من مصلحة أي طرف، بما في ذلك الصين، أن تكون ايران قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة».
في السياق، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن مسؤولين صينيين عبّروا عن تفهّم لما يمكن أن يمثّله الانتشار النووي في الشرق الاوسط من تهديد للاستقرار وللتطور الاقتصادي. ونقل احد هؤلاء عن المسؤولين الصينيين قولهم «إننا متّحدون ضد إيران مسلّحة نووياً».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة «يو.إس.إيه. توداي» ومؤسسة «غالوب» أن الأميركيين يشعرون بالقلق من البرنامج النووي الايراني، لكنهم منقسمون إن كان يجب على الولايات المتحدة ان تتخذ إجراء عسكرياً لوقف البرنامج إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وقال 73 في المئة من المستطلَعين إن الولايات المتحدة يجب أن تستخدم العقوبات الاقتصادية والوسائل الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني، بينما قال 18 في المئة إنهم يؤيدون القيام بعمل عسكري ضد طهران.
إلى ذلك، قال مسؤول بحريني لوكالة «فرانس برس»، إنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «سيقوم قريباً بالزيارة الأولى له إلى البحرين بعد مشاركته في قمّة منظمة الدول المصدرة للنفط»، «أوبك»، في 17 و18 تشرين الثاني الجاري في الرياض.

(ا ف ب، رويترز)