الاحتلال يفقد 5 جنود... ويفرج عن 9 معتقلين إيرانيين في العراق
يبدو أنّ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن حققت للأتراك ما كانوا يرغبون في سماعه من الأميركيّين. على الأقل هذا ما أوحى به أردوغان نفسه عندما قال إنه «سعيد» لنتائج المحادثات التي أجراها مع الرئيس جورج بوش وإنه حصل في خلالها على ما أراده.
ومع ذلك، أكّد رئيس الوزراء التركي، في نادي الصحافة في واشنطن امس، أنّ بلاده لا تنوي سحب مئة ألف جندي حشدتهم عند الحدود مع العراق «لأسباب احترازيّة»، مشدّداً على أنه لن يشنّ «حرباً» بل «عمليّة» محدودة على مقاتلي حزب العمّال الكردستاني.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، «نريد أن نرى الحكومتين الأميركيّة والعراقية تتّخذان إجراءات ملموسة سريعاً تتجاوز الكلام وإزالة حزب العمال الكردستاني من شمال العراق».
وكان بوش قد أعلن أول من أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان، أنه التزم أمام ضيفه تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وكشف عن تثبيت شراكة عسكريّة ثلاثية بين الولايات المتّحدة وتركيا والعراق، لتحسين تبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة مقاتلي حزب العمّال الكردستاني، الذي وصفه بأنّه «عدوّ مشترك لتركيا والعراق والولايات المتّحدة».
في هذا الوقت، أعلن الجيش الأميركي أمس، في تصريح مفاجئ، أنّه سيفرج «في المستقبل القريب» عن تسعة إيرانيّين اعتُقلوا في العراق خلال الأشهر الماضية، بينهم اثنان كان قد أُلقي القبض عليهما في أربيل في كانون الثاني الماضي، وذلك في ظل استعدادات لعقد جولة جديدة من اللقاءات الأميركية ـــــ الإيرانيّة على مستوى السفراء في بغداد. وبرّر متحدث أميركي هذه الخطوة بأنّ «هؤلاء المعتقلين لم يعودوا يمثّلون أي تهديد للأمن العراقي».
في المقابل، افتتح السفير الإيراني لدى بغداد حسن كاظمي قمّي قنصليّتين ايرانيّتين في مدينتي اربيل والسليمانية، وذلك في حضور رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نجيرفان البرزاني.
وفي السياق، رفضت الحكومة العراقية أمس «الخطّة التي عرضها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متّكي خلال مؤتمر اسطنبول» قبل أيّام بهدف «إعادة الأمن» للعراق.
ونقل المتحدّث باسم الحكومة العراقية علي الدبّاغ عن رئيس الحكومة نوري المالكي قوله إنّ «الحكومة العراقية تعبّر عن رفضها للخطّة التي عرضتها وزارة الخارجية الإيرانية». وأشار الدباغ إلى أنّ «العراق يهدف إلى بناء قوّات وطنية ستكون البديل عن القوّات المتعدّدة الجنسيات في الدفاع عن العراق والعراقيين وليس أي قوّة عسكرية أخرى».
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الأميركي أمس عن مقتل خمسة من جنوده في انفجار عبوتين ناسفتين في العراق ليصل العدد الإجمالي لقتلاه إلى 3855. وهكذا يكون عام 2007 الأكثر دمويّة بالنسبة للجيش الأميركي منذ انتهاء حرب فييتنام عام 1975.
أما من الجانب العراقي، فقد قُتل أمس أكثر من 45 شخصاً، نصفهم تقريباً من الشرطة وأفراد الجيش.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز)