جدّد نائب رئيس الوزراء السوري، عبد الله الدردري، امس رفض بلاده المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام المقرر هذا الشهر في أنابوليس إذا لم تدرج قضية الجولان المحتل في جدول أعماله. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن «واشنطن لم توجه بعد الدعوة إلى سوريا لحضور المؤتمر، لكن أي دعوة يجب أن تتضمن جدول أعمال تحتلّ هضبة الجولان مكاناً واضحاً فيه. وإذا لم يحدث، فلماذا نكون هناك في أنابوليس؟».ورداً على سؤال عن إمكان توصل المؤتمر إلى أي اتفاق سلام من دون سوريا، قال الدردري «قطعاً لا. لا سلام في الشرق الاوسط من دون سوريا». وأضاف أنه «لم يرَ ما فيه الكفاية ليثبت جدية واشنطن في تحقيق السلام». وتساءل «هل يمكن أن يحدث هذا في انابوليس؟ لم نر حتى الآن خطوات جادّة من جانب الإدارة الأميركية لضمان التوصل إلى تسوية شاملة. ومن دون تسوية شاملة، لن يتحقق السلام في منطقتنا».
ونفى الدردري الادعاءات الصحافية عن استهداف الغارة الإسرائيلية على سوريا في 6 أيلول الماضي منشأة نووية، قائلاً «قطعاً لم يكن موقعاً نووياً. كان موقعاً خالياً. وهذا هو الشيء المحيّر حقيقة».
وفي مقابلة مع «يونايتدبرس انترناشونال»، قلّل الدردري من أهمية المساعي التي تبذلها إدارة الرئيس جورج بوش لعزل بلاده، التي أكد على أنها «غير قابلة للعزل لا اقتصادياً ولا سياسياً، وأن من يرد أن يؤدي دوراً بنّاءً في المنطقة فعليه أن يمرّ عبرها. وهذا لا يعني أن دمشق تريد أن تحلّ محلّ أصحاب القضايا الأصليين نهائياً، لكن الدور البنّاء والفاعل موجود ولا يمكن تجاوزه». وحذّر الساعين إلى عزل دمشق من أنهم «سيعزلون أنفسهم في المنطقة».
وأشار الدردري، الذي يزور لندن برفقة نائب وزير الخارجية فيصل مقداد ووفد يضم مسؤولين مصرفيين وقياديين من قطاعات الأعمال، إلى أهمية الحوار الذي تجريه بلاده مع بريطانيا. ورأى أنهما «الآن أكثر تواصلاً مما كانا عليه خلال الفترة السابقة».
وعن موقف سوريا من ربط بريطانيا وفرنسا تطوير العلاقات معها بأداء دور إيجابي في المنطقة، قال الدردري إن «هذه اللغة ليست لغة التعامل مع سوريا، لأن هناك توازناً في المصالح، فلبريطانيا وفرنسا وكل هذه الدول مصالح مشروعة في الشرق الأوسط في التنمية والأمن والاستقرار والاستثمار، ونحن لنا أيضاً مصالح في التنمية والأمن والاستقرار والاستثمار».
(أ ف ب، يو بي آي)