strong>مجموعة من التأكيدات أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمام الكونغرس الأميركي أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تلك التي أجراها سلفه جاك شيراك عام 1996. سيّد الإليزيه ركّز على موضوع «الصداقة»، محتفياً بالمصالحة بين البلدين بعد 4 أعوام من الخلاف بشأن غزو العراق. وجدّد موقف بلاده المتلازم مع الرؤية الأميركيّة للأزمات الدوليّة، وخصوصاً الملفّ الإيراني
أكّد نيكولا ساركوزي أمام المشرّعين والشيوخ الأميركيّين في الـ«كابيتول هيل»، في يومه الثاني من زيارته إلى الولايات المتّحدة أمس، أنّ «فرنسا صديقة لأميركا»، مشدداً على أنّه «منذ أن ظهرت الولايات المتحدة على ساحة العالم، والوفاء الذي يربط بين الشعبين الفرنسي والأميركي لم يهتز أبداً».
وأوضح ساركوزي أنّ علاقات عند هذا المستوى يجب أن تقرّب بين واشنطن وباريس في شأن العديد من المشاكل الدوليّة، بينها السلام في الشرق الأوسط والاستقرار في لبنان. وقال إنّ «أمّتينا تدعمان الحكومة الديموقراطيّة في لبنان، كذلك هما متوافقتان على أنّ المصالحة والديموقراطيّة في العراق أساسيّتان لمستقبل الشرق الأوسط».
ولفت سيّد الإليزيه، الذي غالباً ما يُرمز إليه بـ«ساركو الأميركي»، إلى أنّه «يمكن أن تكون هناك اختلافات في الرأي ومشاحنات بين الأصدقاء، لكن في الصعوبات والمحن نكون مع أصدقائنا وإلى جانبهم، ندعمهم ونساعدهم»، فالدولتان كانتا سويةً «تحارب كلّ منهما من أجل حرية الأخرى»، في إشارة إلى إرث الماركيز لافييت والرئيس الأميركي جورج واشنطن، إضافة إلى دور الولايات المتّحدة في الحرب العالميّة الثانية عندما وصلت قوّاتها إلى شواطئ النورماندي لتحرير فرنسا من النازيّة.
الملفّ النووي الإيراني كان حاضراً في خطاب ساركوزي، الذي شدّد على أن امتلاك الجمهوريّة الإسلاميّة لسلاح نووي هو أمر «لا يمكن قبوله» بالنسبة إلى فرنسا. وقال، وسط التصفيق المستمرّ، إنّ «الشعب الإيراني عظيم، ويستحق ما هو أفضل من العقوبات والعزلة المتزايدة التي يحكم عليه بها قادته»، مشيراً إلى أنّه «يجب إقناع إيران باختيار التعاون والحوار والانفتاح، وسنكون حازمين، وسنبقي على الحوار وسنتحاور».
كذلك تعهّد الرئيس الفرنسي بأنّ بلاده ستُبقي على مشاركتها العسكرية في أفغانستان ما اقتضى الأمر، «لأنّ الأمر يتعلّق بمستقبل قيمنا وقيم الحلف الأطلسي». وشدّد على أنّ «الفشل بالنسبة إليّ ليس خياراً»، مشيراً إلى أنّ «الإرهاب لن ينتصر، لأنّ الديموقراطيات ليست ضعيفة، ولأننا لا نشعر بالخوف من هذه الهمجية الجديدة. وأميركا تستطيع الاعتماد على فرنسا في المعركة على الإرهاب».
وكان ساركوزي قد احتفى بالمصالحة الفرنسية ـــــ الأميركية في لقاء مع مجموعة من كبار أصحاب الشركات من البلدين في مركز «فرانش أميركان بيزنيس كاونسل» أوّل من أمس، ومن ثم الجالية الفرنسية، وأخيراً بحضور نظيره الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض. وقال، في مستهلّ العشاء الذي أقامه الأخير على شرفه، «أتيت إلى واشنطن حاملاً رسالة بسيطة جداً، أريد أن أستردّ قلب الأميركيين بشكل دائم». وشدّد أمام نحو 100 مدعو على أنّه أتى «لأقول لكم إنّ فرنسا والولايات المتحدة صديقتان وحليفتان إلى الأبد».
ومن جهته، شدّد بوش على أنّ «فرنسا والولايات المتحدة يمكنهما مواجهة تحدّيات كبيرة عندما تعملان معاً»، وشرب نخب «الشعب الفرنسي، أحد أقدم أصدقاء الأميركيين»، بعدما كان سيّد الإليزيه قد أوضح، في إطار حديثه عن الاختلاف بشأن احتلال العراق، «لم أفهم لمَ كان علينا أن نختلف مع الولايات المتحدة، الولايات المتحدة وفرنسا لم تتواجها يوماً في حرب».
وفي وقت لاحق من مساء أمس، عقد الزعيمان الفرنسي والأميركي لقاءً خاصاً في «ماونت فيرنون» خارج واشنطن، وهو المنزل التاريخي للرئيس الأميركي الأوّل جورج واشنطن.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



دولار ضعيف واحتباس حراري

استغلّ ساركوزي فرصة اللقاء لانتقاد ضعف الدولار في مقابل اليورو الذي يستمرّ في تسجيل مستويات قياسية، كما انتقد سعر الصرف المنخفض لليوان الصيني، مؤكّداً أنّ «اقتصاداً قوياً يجب أن يحظى بعملة قوية». كما طالب واشنطن بأن «تتصدّر» المعركة على الاحتباس الحراري، كرمى لـ«من يحبون بلد المساحات الشاسعة والحدائق العامة».