دعا رئيس الوزراء المغربي، عباس الفاسي، أمس إلى بدء مفاوضات بين الرباط ومدريد حول سبتة ومليلة، معتبراً أنها «المخرج الوحيد للحفاظ على الصداقة بين المغرب واسبانيا».وأشار الفاسي إلى أن «صون السلام في حوض المتوسط، يتمثل في قبول الجار الإسباني بالتفاوض مع المغرب». وينبغي لهذه المفاوضات أن تسمح «بتحديد إجراءات عودة سبتة ومليلة إلى الوطن الأم»، مبدياً في الوقت نفسه استنكاره زيارة الملك الإسباني خوان كارلوس إلى هاتين المدينتين.
وقال رئيس الوزراء المغربي «سنعرض على اسبانيا مشروع حل لا يفقدها ماء الوجه»، من دون أن يدلي بمزيد من الإيضاحات، مؤكداً أن «السيادة المغربية على سبتة ومليلة غير قابلة للتفاوض».
وفي مدريد، رأى وزير الداخلية الإسباني الفريدو بيريس روبالكابا أن الأزمة الإسبانية المغربية، التي تسبّبت بها زيارة الملك الإسباني، «ستكون محدودة». وقال «صحيح أن المغرب لم يستسغ هذه الزيارة، لكن العلاقات مع المغرب طيبة».
وفي السياق، تظاهر نحو مئة مغربي أمام المركز الثقافي الإسباني في الرباط احتجاحاً على زيارة الملك خوان كارلوس إلى سبتة ومليلة، مرتدين اللباس الصحراوي التقليدي، ومردّدين شعارات «بالروح بالدم نفديك يا وطننا»، «والمغرب موحد من سبتة ومليلة إلى الصحراء الغربية».
وذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية أن الزيارة أدت إلى «أزمة حقيقية»، فيما تحدثت صحيفة «الموندو» عن «تصاعد الانتقادات بصورة تدعو إلى القلق» من الجانب المغربي، وعن المزيد من «التوتر».
إلى ذلك، أعرب رئيس البرلمان العربي الانتقالي محمد جاسم الصقر عن «رفض واستياء» البرلمان العربي لزيارة الملك الإسباني.
(أ ف ب، د ب أ)