عشية «انتفاضة» شعبية تقودها المعارضة الباكستانية لفكّ حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس برويز مشرّف السبت الماضي، أعلن الأخير أنّ الانتخابات البرلمانية ستجرى في منتصف شباط المقبل
بعد اجتماع لمجلس الأمن الوطني الذي يضم كبار القادة المدنيين والعسكريين، أطلّ الرئيس الباكستاني برويز مشرّف على شاشة «داون نيوز» الباكستانية، معلناً موعد الانتخابات المقبلة في 15 شباط 2008، على قاعدة «تعهّدت بذلك وسأفي به»، وذلك في خطوة تشير إلى إمكان تقصير حالة «الطوارئ» لأن السلطات ستعمد إلى تخفيف القيود الأمنية من أجل تسهيل الحملة الانتخابيةلكن مشرّف تعهّد بالسيطرة على التظاهرات التي أعلنت المعارضة الباكستانية تنظيمها اليوم. وقال «سنستخدم كل السبل للسيطرة على الاحتجاجات»، محذّراً من أنه «لن يتم التسامح مع أي مقاومة ضدّ الحكومة».
وفي السياق، كشف المدعي العام مالك قيوم أن حالة الطوارئ يمكن أن تُرفع خلال شهر أو اثنين، موضحا أنّ «الأمر يعتمد على تحسين وضع القانون والنظام في البلاد».
إعلان موعد الانتخابات، لم يُقنع رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو، التي رأت أنه غير كافٍ وضبابي، وطالبت الجنرال بالتنّحي عن قيادة الجيش خلال أسبوع، أي في 15 تشرين الثاني، وهو موعد انتهاء الولاية الدستورية للبرلمان الحالي وتاريخ أداء مشرّف اليمين الدستورية كرئيس للبلاد إذا صادقت المحكمة العليا على إعادة انتخابه.
وتقود بوتو اليوم «انتفاضة شعبية» في روالبندي، دعت إليها أول من أمس، مع مسيرة طويلة من مدينة لاهور حتى إسلام آباد يوم الثلاثاء المقبل.
وتستعد السلطات الباكستانية إلى التصدي لتظاهرة اليوم، ووضعت عناصر من الشرطة بالقرب من حديقة ليأقوت باخ (الرئيس الأسبق للحكومة الذي اغتيل عام 1955)، حيث يحتشد المتظاهرون.
وحذّر رئيس شرطة المدينة سعود عزيز من وقوع هجمات انتحارية، موضحاً أنّ التحذير «مبنيّ على معلومات حسية، والوضع خطير جداً».
إلى ذلك، أوقفت الشرطة الباكستانية نحو 800 من مؤيدي بوتو في شرق مقاطعة البنجاب ليلة أول من أمس، حسبما أعلن المتحدث باسم رئيسة الوزراء السابقة، جميل سمورو. لكنّ السلطات نفت هذه الادّعاءات، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جافد إقبال شيما إنّ «الموقوفين في حزب بوتو لا يتعدّوا الأربعة أشخاص».
كما حاولت الشرطة في كراتشي توقيف نحو 8 محامين بسبب توزيعهم مناشير «تحرّض على مشرّف».
واستمرت التظاهرات لليوم الخامس على التوالي في إسلام آباد ولاهور. ومعظم المشاركين فيها كانوا من المحامين الغاضبين على الهجوم الذي شنّه مشرّف على الجهاز القضائي بإقالته رئيس المحكمة العليا افتكار شودري.
ومن واشنطن، رحّب البيت الأبيض أمس بإعلان مشرّف موعد الانتخابات التشريعية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا برينو «نعتقد أنه شيء طيب أن يوضح الرئيس مشرّف موعد الانتخابات للشعب الباكستاني».
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد أجرى اتصالاً هاتفياً بمشرّف أول من أمس وطلب منه التنحي عن قيادة الجيش وإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها.
وتوجّه بوش إلى مشرّف قائلاً «لا يمكنك أن تبقى رئيساً وقائداً للجيش في الوقت نفسه». وأضاف «رسالتي مباشرة وواضحة، واشنطن تريد منك إجراء الانتخابات في موعدها وخلع زيك».
ونقلت وزارة الخارجية الباكستانية عن مشرّف قوله لبوش أنّه « ملتزم بتطبيق الديموقراطية والحكم المدني في البلاد كما وعد سابقاً الشعب الباكستاني».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)