غزة، رام الله ــ الأخبار
لمّح القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار، أمس، إلى إمكان سيطرة الحركة على الضفة الغربية، إذا انسحبت منها إسرائيل، مظهراً تناقضاً جديداً داخل «حماس»، بعدما كان أعلن رئيس الحكومة المُقالة إسماعيل هنية قبل أيام أن الحركة لا تنوي تكرار تجربة غزة في الضفة الغربية.
في هذا الوقت، بدأت السلطة الفلسطينية اعتماد نابلس نموذجاً لمدن الضفة عنوانه السيطرة الأمنية الفلسطينية تحت الرعاية الأميركية، في إطار تطبيق المرحلة الأولى من خطة «خريطة الطريق» التي ذكرت الصحف الإسرائيلية أن الطرفين اتفقا على أن تُطبق وفق رقابة أميركية.
وقال الزهار، خلال تجمع لأنصار «حماس» في مخيم جباليا للاجئين، إن «إسرائيل تقول إن الحزب الموجود في رام الله (فتح) يخدم مصلحتها، وإذا خرجت من الضفة الغربية فإن حماس ستستولي عليها، وهذا الكلام صحيح». ووصف ما تتعرّض له «حماس» في الضفة الغربية من جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بأنه «عار على حكومة أبو مازن غير الشرعية»، مضيفاً «أقول لمن في الضفة، اعتبروا مما حدث في غزة، فهو سنّة من سنن الله».
وشنّ الزهار هجوماً لاذعاً على الأطراف المشاركة في مؤتمر «أنابوليس»، وقال «اذهبوا وقبّلوا وعانقوا من تشاؤون، فإن قبلاتكم المسمومة لا تعيد لنا أرضاً ولا تحرر لنا المسجد الأقصى»، مضيفاً أن «مؤتمر الخريف والصيف والشتاء يحتاج منكم إلى أن تلبسوا كل ملابس الدنيا لتستروا عيوبكم، ولن تستركم». وشدّد على أن «حماس» «لا تخشى مؤتمر الخريف، ففي الخريف تتساقط الأوراق والأعلام الصفراء»، في إشارة إلى أعلام حركة «فتح».
ونفى الزهار وجود خلافات داخل «حماس»، فقال إن الحركة «كلمة واحدة وقلب واحد وليس فيها أي خلاف ولا تنافس، بل وحدة واحدة في الضفة وغزة والخارج، وهي جزء من المشروع الإسلامي العظيم».
وفي السياق، قال مسؤولون غربيون وأميركيون وفلسطينيون إن الولايات المتحدة تعتزم إرسال مساعدات على وجه السرعة إلى مدينة نابلس لدعم حكومة محمود عباس، وأضافوا أنه «على رغم أن هذه المساعدات صغيرة في الموازنة الأميركية وتبلغ نحو مليون دولار، إلا أن المشروعات تعني إعطاء دفعة إلى المدينة».
وتقترن المساعدات الأميركية الجديدة بجهود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض لممارسة سيطرة أمنية أكبر في نابلس. وقال القنصل الأميركي في القدس المحتلة، جاكوب واليس، لـ«رويترز»، إن «الولايات المتحدة راضية عن الخطوات التي تتخذها قوات الأمن الفلسطينية في نابلس لاستعادة القانون والنظام، والتقدم المستمر هناك سيتيح نشوء البيئة التي يمكن أن نطلق فيها عدداً من مشاريع التنمية الجديدة». وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إن الأموال الأميركية جزء من «مشروع أميركي ــ صهيوني» لدعم الرئيس الفلسطيني في مواجهة «حماس».
وفي إطار التغيير في نابلس، بدأت السلطة بإبعاد أئمة مساجد «حماس». وقال أمين السقا، وهو سائق سيارة أجرة، «كانت الخطب تدعو للتمسك بالدين ومقاومة الاحتلال... الآن ليس هناك حديث في السياسة».
وقال حسن الهلالي، الذي عُيّن في حزيران رئيساً للأوقاف في نابلس، إن «الأولوية بالنسبة إليهم هي مواجهة الرؤية السلبية للإسلام التي تروج لها حماس». ولكن فياض الأغبر، الذي عُيّن الهلالي بدلاً منه، قال «يريدون إسلاماً متصالحاً مع الاسرائيليين».
إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية إسرائيلية أمس أنه اتُّفق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أن أي اتفاق مستقبلي بين الطرفين سيكون مشروطاً بتطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق التي تتضمن التزام السلطة الفلسطينية «مكافحة الإرهاب». واتفق الطرفان على أن تُنشئ الولايات المتحدة آلية مراقبة تحدد مدى التزام الطرفين.
إلى ذلك، قال موقع «يديعوت أحرونوت» إن الجانب الإسرائيلي أعرب عن تفاؤل ببدء المفاوضات على «البيان المشترك» الأسبوع المقبل، «وذلك إذا تعهد الفلسطينيون بتطبيق المطالب الأمنية الإسرائيلية».