تجاوز عدد قتلى المعارك التي شهدتها العاصمة الصومالية مقديشو في اليومين الماضيين بين القوات الإثيوبية والمسلّحين الإسلاميين، الخمسين قتيلاً، كانت جثثهم حتى الأمس ملقاة في شوارع المدينة.وأفادت مصادر طبية في المدينة المضطربة أن المعارك أودت بحياة 51 شخصاً على الأقل، فيما قال سكان محليون إن قذيفة هاون إثيوبية سقطت في سوق البكارة في مقديشو قبل أن تنفجر، ما أدّى إلى مقتل ثمانية أشخاص.
وقُتل ستة مدنيين أمس في انفجار قذيفة أطلقتها دبابة إثيوبية، بينما عُثر على جثث 13 مدنياً في حيّين من العاصمة.
واشتبكت القوات الإثيوبية، التي تدعم الحكومة الصومالية، مع المسلحين المدعومين من تنظيم المحاكم الإسلامية في معركة دامية قُتل فيها 10 جنود على الأقل، فيما شهدت المدينة سحل جثة جندي إثيوبي نصف عارٍ في الشوارع، وسط هتافات «سنقاتل المستعمرين الإثيوبيين وسنقتلهم».
وقال شهود عيان إن الحادث أثار غضباً عارماً وسط الإثيوبيين الذين خرجوا في شوارع المدينة بحثاً عن الميليشيات وبدأوا بإطلاق الرصاص على المدنيين من دون تفرقة.
وتمركزت دبابات إثيوبية منذ صباح أمس في حيّ بلاك سي وأطلقت النار على مواقع يُعتقد بأنها للمسلحين، بحسب ما أوضح شهود عيان، فيما ذكر سكان أن أديس أبابا أرسلت الأسبوع الماضي تعزيزات الى المدينة.
وفي نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقرير له، أنه يعارض انتشار قوة سلام من الأمم المتحدة في الصومال لتحلّ محل الاتحاد الأفريقي بسبب المشاكل الأمنية والسياسية.
وقال بان، في التقرير الذي رفعه إلى مجلس الأمن، «نظراً إلى الظروف السياسية والأمنية الراهنة لا يمكن اعتبار انتشار قوة من الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصومال خياراً واقعيا». واقترح البحث في «خيارات أخرى» منها إرسال قوة متعددة الجنسيات تتألف من «تحالف من البلدان المتطوعة».
في هذا الوقت، يواصل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد، مشاوراته لتعيين رئيس جديد للحكومة بعد استقالة علي محمد جيدي في 29 تشرين الأول.
في هذا السياق، وجّه زعيم المعارضة الإسلامية الشيخ شريف الشيخ أحمد دعوة جديدة الى الجهاد ضد «المحتل الإثيوبي»، واستبعد كل تفاوض مع الحكومة الانتقالية.
(رويترز، د ب أ، أ ف ب)