انتهى الفصل الأوّل من أزمة المعتقلين الإيرانيّين لدى السلطات الأميركيّة؛ فبعدما أعلنت قيادة قوّات الاحتلال يوم الثلاثاء الماضي أنها ستفرج عن تسعة منهم، رغم اعتبارها أنّ اثنين بينهم ينتميان إلى «قوّة القدس الإرهابيّة»، التزمت تعهّدها، في خطوة قد تسهّل وتقرّب موعد اللقاء الثالث بين السفيرين الأميركي والإيراني لدى بغداد في شأن أمن العراق. وأفرج الجيش الأميركي أمس عن تسعة إيرانيّين معتقلين لديه بتهمة دعم الميليشيات الشيعية المسلَّحة، بينهم دبلوماسيّان اعتُقلا مع ثلاثة آخرين في أربيل شمال العراق مطلع العام الجاري، وجرى تسليمهم إلى السلطات العراقيّة التي سلّمتهم بدورها إلى السفارة الإيرانيّة لدى بغداد. وقد برّر جيش الاحتلال خطوته بأنّ «المعتقلين باتوا لا يمثّلون تهديداً للأمن العراقي».
ووصف وزير الخارجيّة العراقية هوشيار زيباري الخطوة بأنّها «إيجابيّة».
أمّا المتحدّث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، فرأى أنّ مواطنيه المفرَج عنهم كانوا «أبرياء». وأضاف إنّ بلاده تضع على جدول أعمالها «بشكل جاد الإسراع في الإفراج عن باقي موظّفي القنصلية والرعايا الإيرانيّين المعتَقلين عبر السلطات العراقية والأوساط الدولية على وجه السرعة».
في هذا الوقت، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية محمد رضا باقري «إذا تقدّمت الولايات المتحدة بطلب رسمي لإجراء مفاوضات مع إيران عن طريق السفارة السويسرية في طهران لمصلحة الشعب العراقي، فسنكون مستعدّين لمناقشة عدوّنا القديم حول العراق فقط».
وتحدّث باقري عن «قنوات عديدة» لجأت اليها واشنطن في الماضي لتطلب التحدّث إلى ايران، مؤكّداً أنّ الولايات المتّحدة «وجّهت هذه المرّة رسالة إلى وزارة الخارجية الإيرانية عن طريق مسؤولين عراقيّين».
في هذا الوقت، دعا خطيب الجمعة في النجف، الشيخ صدر الدين القبانجي، المقرب من المرجع علي السيستاني أمس، قوّات الاحتلال إلى الإسراع في وضع جدول زمني للانسحاب من البلاد بعد عودة الاستقرار ونجاح الخطط الأمنية في ضبط الأمن.
وطالب القبانجي الولايات المتّحدة بأن «تكون جادة في إعادة السيادة بشكل حقيقي والاستقلال إلى العراقيين لأنها مسؤولة عن كيفية التفكير في انسحاب قوّاتها وجدولة انسحابها بعد استقرار العراق لأن لا مبرّر لإبقاء هذه القوّات، بما أنّ قدرات الدولة العسكرية والأمنية وقدرات العشائر بدأت تفرض نفسها على أرض الواقع. إضافة إلى ذلك على الأميركيّين أيضاً منع التجاوزات التي تطال المدنيين والأبرياء من خلال القصف الجوي والاعتقالات، التي تسفر جميعاً عن انتهاكات ومقتل أعداد كبيرة من الأطفال والنساء».
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس مقتل اثنين من جنودها في العراق، بينهما نقيب قُتل في العاصمة بغداد، فيما قُتل أكثر من 15 عراقيّاً في نواحٍ مختلفة في البلاد.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)