رام الله، غزة ــ الأخبار
«أنابوليـس فرصة تاريخيّة لفتح صفحة جديدة في تاريخ الشـرق الأوسط»

استغل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الذكرى الثالثة لاستشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات، لشن حملة على حركة «حماس»، التي اتهمها بمحاولة «التسريع في تشكيل كيان انفصالي في قطاع غزة»، واصفاً في الوقت نفسه المؤتمر الدولي المقرر في أنابوليس بأنه «فرصة تاريخية».
وخصّص عباس، كلمته أمام مهرجان جماهيري في مقر الرئاسة في رام الله، لمخاطبة «حماس» بالقول إن «الانفصال لن ينجح وطريقه إلى الفشل، وعليهم أن يفهموا أن عودتهم عن انقلابهم هي الطريق لعودة الوئام إلى شعبنا». وأضاف «نحن لا ندعو عليهم، بل ندعو لهم بالهداية، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، وندعو لـ(رئيس الحكومة المقالة اسماعيل) هنية أن يصلح الله حاله ويهديه إلى الصراط المستقيم، ونقول لأهل القطاع صبراً، إن هذه المحاولة الانقلابية مصيرها إلى الفشل»، متابعاً «إنهم جزء من شعبنا ونطلب منهم العودة عن أخطائهم، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
وذكر أبو مازن أن «عرفات زرع بذور الديموقراطية، ولن تمحوها القوى الظلامية، لن تستطيع فعل ذلك أبداً، وعلى الذين طعنوا الديموقراطية وفضّلوا الانقلاب على طريق الحوار الوطني والحلول الوسط تحت ستار حجج مضحكة مبكية، متناسين أن البذور التي زرعها الرئيس الراحل ستبقى وستظل يانعة وتزدهر».
وفي ما يتعلق بالتحضيرات لمؤتمر أنابوليس، قال عباس إن «التحرك جارٍ مع الدول العربية والمجتمع الدولي من أجل إنجاح المؤتمر، الذي نرى فيه فرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، أساسها قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستعادة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، وتحقيق الأمن والسلام لنا وللإسرائيليين ولدول المنطقة وشعوبها». وأنهى بجملة كان يرددها دائماً الرئيس الراحل ياسر عرفات «يا جبل ما يهزك ريح».
وفي كلمته خلال الحفل، اتهم العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، إسرائيل بوضع العقبات والعراقيل لإفشال المؤتمر الدولي للسلام. وحذّر من القضاء النهائي على فكرة السلام في حال فشل مؤتمر أنابوليس.
وكان عباس قد دشّن أول من أمس ضريح الرئيس عرفات في ساحة المقاطعة في رام الله، مشدّداً على أن «المسيرة ستستمر من أجل أن يعاد دفن الرئيس الشهيد في القدس حيث أحب وولد، وسعى ويسعى شعبنا كله إلى أن تكون عاصمة دولة فلسطين».
وفي غزة، استغلّت «حماس» الذكرى الثالثة لاستشهاد عرفات، لتجديد دعوتها إلى الحوار الوطني. وشدّدت، على لسان القيادي إسماعيل رضوان، على «تمسكها بالثوابت الوطنية التي تمسك بها الرئيس الراحل ياسر عرفات والتي اغتيل بسبب تمسكه بها».
وقال رضوان «نذكر في هذا اليوم الرجل الذي رفض أن يتنازل عن هذه الثوابت، وخصوصاً في ما يتعلق بالقدس، وتمت بسببها المحاولات الحثيثة لاغتياله بدءاً بحصاره بالمقاطعة في رام الله مروراً بإدخال السم في طعامه واغتياله».
في هذا الوقت، دعت حركة «فتح»، على لسان المتحدث الإعلامي باسمها في غزة حازم أبو شنب، إلى مسيرات بعنوان «زحف الوفاء» اليوم الاثنين، وفاءً للرئيس عرفات، ولجميع شهداء فلسطين وشهداء حركة «فتح».
واتهم عضو القيادة العليا لحركة «فتح» في القطاع، ابراهيم ابو النجا، الشرطة الفلسطينية التابعة للحكومة المقالة، باعتقال عدد من أنصار «فتح» وضربهم، خلال مهرجانات مدرسية في ذكرى الرئيس عرفات. غير أن الشرطة نفت.
إلى ذلك، قال المدير العام للشرطة في غزة يوسف الزهار إن حركة «حماس» على استعداد للمشاركة في مهرجانات ذكرى عرفات، إلا أنه حذّر من أي محاولة لإحداث شغب، قائلاً «إن راية «فتح» ليست عباءة ليختبئ خلفها أي مجرم».