لبّى الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، أمس، أحد مطالب المعارضة والمجتمع الدولي بتحديد موعد الانتخابات البرلمانية قبل التاسع من كانون الثاني المقبل. لكن هذا الإعلان، الذي لاقى ترحيباً أميركياً، لم يردع رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو عن التوجّه إلى لاهور شرق البلاد لتنطيم مسيرة طويلة غداً الثلاثاء تمتّد حتى إسلام آباد.وقال مشرّف، في أوّل مؤتمر صحافي يعقده منذ فرض حال الطوارئ، إن البرلمان سيُحلّ يوم الخميس المقبل في 15 تشرين الثاني، تاريخ انتهاء الولاية الدستورية، لإفساح المجال أمام تنظيم انتخابات بحلول 45 إلى 60 يوماً بعد ذلك. وأوضح «سنجري الانتخابات قبل 9 كانون الثاني»، على أن تتولى اللجنة الانتخابية تقرير الموعد المحدد.
وعاد الجنرال الباكستاني ليبرّر قرار فرض حال الطوارئ، والذي اعتبره «أصعب قرار في حياته» و«اتُّخذ لمصلحة باكستان، ولضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة»، مشيراً إلى أنه «لم ينتهك الدستور عبر فرضها»، لذلك لم يحدّد أي موعد لرفعها.
كذلك، جدّد مشرّف تعهّده بالتخلي عن المنصب العسكري و«أداء اليمين الدستورية لولاية ثانية كمدني»، بعد أن تبتّ المحكمة العليا، التي أعاد تشكيلها، بشرعية فوزه في الانتخابات الرئاسية، وهو المتوقّع قبل الخميس المقبل، الموعد الدستوري لانتهاء ولايته.
من جهتها، رحبت بوتو بـ«الخطوة الإيجابية» التي قام بها مشرّف قبل أن تتوجّه إلى لاهور، حيث تعتزم تنظيم مسيرة طويلة ضدّ فرض حال الطوارئ غداً، تبدأ من لاهور حتى العاصمة إسلام آباد، أي على مسافة 275 كيلومتراً.
وكانت بوتو قد أعلنت، لدى استقبالها دبلوماسيين، أول من أمس، أن «باكستان في ظل الدكتاتورية مثل مرجل يغلي. ومع عدم وجود متنفس، فإن تلهف شعبنا للحرية يهدّد بالانفجار».
وفي واشنطن، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وعد مشرف بإجراء الانتخابات في 9 كانون الثاني بأنه «خطوة إيجابية» وكذلك إعلانه الاستقالة كرئيس للقوّات المسلحة. ورأت، في مقابلة مع محطة «اي بي سي»، أن هذين الالتزامين «أساسيان لعودة باكستان إلى الديموقراطية»، لكنّها دعت إلى رفع حال الطوارئ «في أقرب وقت».
ورغم إشارتها إلى أن واشنطن لا تزال تعيد النظر في مساعدتها لباكستان، أكّدت رايس أنّ «أحداً لا يريد أن يُقدم (الرئيس الأميركي جورج) بوش على خطوة قد تلحق الضرر بعمليات مكافحة الإرهاب».
وكان بوش قد صادق أول من أمس على تعهد الجنرال الباكستاني بخلع زيه العسكري. وقال، في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، «عندما يقول شخص إنه سيفعل أمراً ماً، فعلينا منحه فرصة لتحقيق ذلك». وأكّد على حلفه الاستراتيجي مع مشرّف لأن واشنطن بحاجة للمساعدة في الحرب على «القاعدة» و«طالبان»
(أ ب، أ ف ب، رويترز)