غزة ــ رائد لافي رام الله ــ أحمد شاكر

أضخم تجمّع لـ«فتح» في غزة... وتبادل تهم بشأن بدء المواجهات

تحوّل إحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في غزة، أمس، إلى ساحة مواجهات دامية بين أنصار حركة «فتح» في القطاع وبين الشرطة التابعة لحركة «حماس»، أدت إلى مقتل ستة فلسطينيين وإصابة نحو مئة آخرين.
ومثّل إحياء الذكرى أكبر تجمّع لـ«فتح» في قطاع غزة منذ عملية الحسم العسكري في حزيران الماضي، إذ شارك أكثر من 300 ألف من أنصار هذه الحركة وفصائل منظمة التحرير، في الاحتفال المركزي في مدينة غزة.
وكان الاحتفال يسير طبيعياً باستثناء بعض الهتافات المناوئة لحركة «حماس» وحكومة إسماعيل هنية المقالة، على مسمع من عناصر الشرطة، الذين انتشروا بالعشرات في شوارع غزة، قبل أن تندلع الصدامات التي استخدمت فيها الأسلحة النارية والحجارة والزجاجات الفارغة.
وقال مصدر طبي لوكالة «فرانس برس» «استشهد ستة مواطنين وأصيب مئة آخرون بالرصاص وإلقاء القنابل الصوتية عليهم أثناء المهرجان ونقلوا إلى المستشفى لتلقّي العلاج». وأشار إلى أن عدداً من الجرحى «في حالة خطرة جداً، بينهم اثنان في حالة موت سريري، وأن معظم الجرحى من النساء والفتيان والشبان».
وقالت مصادر في حركة «فتح» إن عناصر «شرطة حماس»، الذين انتشروا في الشوارع وفي محيط الاحتفال في ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، أطلقوا النار فجأة فوق رؤوس المحتشدين بعدما «أغاظهم عدد الجموع المحتشدة».
وأضافت أن الشرطة «قامت بتفريق نشطاء فتح الذين تجمعوا أمام مستشفى الشفاء في غزة وفتحوا النار عليهم واعتدوا عليهم بالضرب بالهراوات ومنعوا التجمع أمام المستشفى وفي داخله».
لكن وزارة الداخلية اتهمت بعض «المنفلتين والخارجين على القانون» من حركة «فتح» باستغلال الاحتفال، وإشعال شرارة الأحداث، من خلال اطلـــاق النــار مــن فوق أحد الأبـــراج السكنية.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، «قام عدد من المسلحين يعتلون مبنى جامعة الأزهر (التابعة لحركة «فتح») بإطلاق النار على الشرطة من سلاح كاتم للصوت ومن ثم أطلقوا النار على المشاركين في مهرجان ذكرى الراحل أبو عمار، وهو ما أدى إلى إثارة الجماهير وإصابة عدد كبير من أفراد الشرطة، بينهم إصابتان خطرتان». وأضافت «ألقت الجماهير الحجارة على الشرطة، معتقدة أن الأخيرة هي من أطلق النار»، مشيرةً إلى أن الشرطة «حافظت قدر الإمكان على سير المهرجان بسلام من دون الاعتداء أو اعتقال أي من المشاركين فيه رغم الاعتداءات الكبيرة التي تعرضت لها الشرطة من المشاركين».
وطالبت وزارة الداخلية «حركة فتح بلجم المسلحين التابعين لها وعدم تكرار مثل هذه الأحداث، وأنها لن تسمح لأي أحد مهما كان، بالاعتداء على أفراد الشرطة أو الاعتداء على المباني الحكومية، وستلاحق جميع المنفلتين الذي عملوا على إثارة الشغب والإخلال بالأمن والنظام العام».
وخلال الاحتفال، شن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، زكريا الآغا، في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، هجوماً لاذعاً على حركة «حماس» وحكومة هنية، قائلاً «نقول لحركة حماس وميليشياتها المسلحة، أوقفوا جرائمكم ضد كوادر فتح ومؤسساتها. إن جرائمكم واعتداءاتكم لا تأتي من نقطة ضعف، فترسيخاً لمبادئ الشهيد ياسر عرفات وحرمة الدم الفلسطيني وحرصاً منا على الوحدة الفلسطينية، البندقية الفتحاوية الطاهرة ستبقى موجهة لصدور الأعداء».
ورأى الآغا أن «هذا المهرجان رسالة لمن ظنّ أن حركة فتح في قطاع غزة انتهت، ففتح موجودة وباقية وجماهير شعبنا تلتفّ حولها، ومن يظنّ أن بإمكانه القضاء عليها فهو واهم».
وتعقيباً على الصدامات، رأى القائد في «فتح»، النائب محمد دحلان، أن «هذا الزحف والمسيرة المعبدة بالدماء في غزة هي بداية نهاية حماس على المستوى الشعبي والديني والأخلاقي». وقال لتلفزيون فلسطين في مدينة رام الله، إن «العذاب الذي يواجهه أهلنا في قطاع غزة لن يكون أمده طويلاً، والنصر على هؤلاء القتلة سيكون قريباً جداً من خلال هذه المسيرات والحشود والتضامن الذي شاهدناه».
وعاهد دحلان ضحايا الصدامات بالثأر لهم، قائلاً «دماؤكم لن تنسى وسيدفع القتلة ثمن تجرؤهم على هذا الدم واستباحته»، معتبراً أن «حماس هي امتداد لمصالح إقليمية وليس لها مصلحة في تحرير الوطن، وتثبت اليوم من خلال جريمتها أنها حركة خارجة عن الصف الفلسطيني».
أما رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، فشدّد على أن «لا حوار ولا لقاء مع قتلة حركة حماس الانقلابيين، لا حوار مع من لا يؤمن بالحوار ولا يفهم إلا لغة الدم والقتل». وأضاف الأحمد «منذ أول من أمس، ظهرت بوادر ومقدمات هذه الجرائم عندما صادرت عصابات حماس صور الرئيس الراحل ياسر عرفات وأعلام فلسطين ورايات حركة فتح ووضعت الحواجز لمنع المواطنين من حضور المهرجان». وقال إن «مهرجان اليوم كان استفتاءً شعبياً على دعم الشرعية واستفتاءً على رفض الانقلاب واستفتاءً على شعبية حركة فتح وتأييدها في الشارع الفلسطيني». وأضاف «شعبنا في قطاع غزة قال كلمته القاطعة: لا للفكر الظلامي ولا للدمويين الفاشيين القتلة ونحن مع فتح التي تمثل البرنامج الوطني الفلسطيني وطموح شعبنا وأحلامه».
إلى ذلك، استشهد الطبيب الفلسطيني وحيد صالح (47 عاماً)، أمس، متأثراً بجراح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف ناشطين فلسطينيين السبت الماضي.
وفي الضفة الغربية، قالت إذاعة «صوت فلسطين» إن الجيش الإسرائيلي اعتقل اثنين من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني من «حماس»، هما مريم صالح وخالد طافش.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن إسرائيل اعتقلت أيضاً 16 فلسطينياً آخرين معظمهم من «حماس».



شعبنا في قطاع غزة قال كلمته القاطعة: لا للفكر الظلامي ولا للدمويين الفاشيين القتلة ونحن مع فتح التي تمثل البرنامج الوطني الفلسطيني وطموح شعبناوأحلامه