رفع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من حدة انتقاداته لخصومه السياسيين، قبيل تقديم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها إلى مجلس حكام الوكالة بشأن الأنشطة النووية الإيرانية هذا الأسبوع.وأعلن نجاد، في كلمة ألقاها أمام طلبة جامعة «العلم والصناعة» في طهران، أن «العدو توجه إلينا اليوم ليمنع وصولنا إلى قمة السعادة. إلا أنه من المؤسف، هناك بعض الأشخاص في داخل البلاد وجّهوا إلينا خلال السنوات الماضية ضربات أكبر من الأجانب»، معترفاً للمرة الأولى بأن هناك معارضة داخلية للبرنامج النووي الإيراني.
وأوضح نجاد أن «العدو اليوم بصدد ممارسة ضغوط داخلية لزعزعة الاقتصاد الإيراني، ليضطرنا إلى المساومة. وأرسل بعض الأفراد للتجسس»، مشيراً إلى أنه «في الظروف الراهنة يمارس البعض ضغوطاً على القاضي المكلف بمتابعة ملف شخص متهم بالتجسس، من أجل تبرئته».
وكشف الرئيس الإيراني عن أن «الخونة... عقدوا لقاءات مع أجانب كل أسبوع، ونقلوا معلومات سرية بصورة دورية إلى الخارج. ووصل الأمر بهم إلى سؤال الأعداء عن سبب تأجيل قرارات (مجلس الأمن ضد إيران)».
وقال نجاد: «الذين يمارسون الضغوط في الداخل هم خونة»، مؤكداً أنه جرى«غض النظر» عن نشاط «الخونة بسبب وضع حساس.. وعندما يطوى الملف النووي، سنفتح كل القضايا أمام الطلبة».
أما الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، فقد وجّه من ناحيته نقداً غير مباشر إلى نجاد، قائلاً إنه مع وجود أشهر قليلة قبل الانتخابات البرلمانية «يجب ألا تؤدي خلافات الرأي إلى تكوين عداوات. إن العداوات يجب أن تتركز تجاه من يعملون ضد إيران بدلاً ممن يخدمون داخل الدولة».
وأضاف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، في مؤتمر سياسي في العاصمة، «لماذا يجب أن تكون بيننا عداوات وتوتر على مشارف الانتخابات. لنبقَ ملتزمين ما يصوّت الناس من أجله». وتابع: إن الوحدة عامل أساسي «لمواجهة المشكلات، وإن علينا أن نكون يداً واحدة للتغلب عليها»، مضيفاً: «لدينا ما يكفي من المشاكل الإقليمية، مثل ما يحدث في العراق ولبنان وتركيا وباكستان. يجب أن نسعى بدلاً من ذلك إلى معرفة كيفية التعامل مع هذه التوترات». في هذا الوقت، نفى رئيس القيادة الوسطى الأميركية المشرفة على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، الأميرال ويليام فالون، أن تكون بلاده تعد لشن هجوم وقائي على إيران رغم تصاعد لهجة الخطاب التصعيدي في واشنطن. لكنه لم يستبعد احتمال لجوئها إلى الخيار العسكري «في إحدى المراحل».
(مهر، يو بي آي، أ ف ب، الأخبار، أ ب، رويترز، د ب أ )