برلين ــ غسان أبو حمد
في خطوة سياسيّة ـــــ إعلامية مميّزة باتّجاه دمج الأجانب في المجتمعات الأوروبية، وتحقيق الانفتاح بين الشعوب الأوروبية، أعلنت القيادتان، الألمانية والفرنسية، خلال الدورة الثامنة لـ«المجلس الوزاري الاستشاري الألماني ـــــ الفرنسي» في برلين أمس، أنّ بإمكان توحيد أنظمة المدارس ومناهج التعليم في مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تحقيق ذلك، وبالتالي تقوية دعائم «الهوية» الأوروبيّة ونقلها لاحقاً من الطابع الاتحادي إلى الطابع الوحدوي التام والشامل.
«نحن الشعب»، تلك الصرخة التي أطلقها البرلينيّون قبل 18 عاماً، محطّمين جدران التقسيم ومستعيدين هويتهم ودورة حياتهم الاجتماعية ـــــ الاقتصادية الكاملة، استعادها «عملياً» المجلس من خلال تأكيده وحدة المناهج التعليمية وإتقان الأجانب للغة البلد الذي يعيشون على أرضه، بالإضافة إلى احترام الدول الأوروبية لعادات وعبادات وقيم وتقاليد الأقليات الأجنبية التي تختلط معها يومياً.
وتجلّى التحرّك الألماني ـــــ الفرنسي بزيارات رمزيّة خاصّة إلى الأحياء الشعبية، طبعتها مبادرة مميزة من وزيري خارجيّة البلدين، الألماني فرانك ـــــ فالتر شتاينماير والفرنسي برنارد كوشنير. فقد قدّم الأخيران أغنية مشتركة في الحيّ الشعبي، كرويزبرغ، الذي تقطنه غالبيّة تركية مسلمة، وشاركهما في الأداء مجموعة من الأجانب تقطن هذا الحيّ وتعمل فيه.
كما تميّزت الخطوة باعتماد سياسة مشتركة جديدة وغير معهودة في الأوساط السياسية، حيث زار الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، مدرسة فرنسية في برلين والتقى التلامذة واستمع إلى مطالبهم، ثمّ أعلن لاحقاً أمام وسائل الإعلام، إلى جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنّ المفتاح الصالح لتحقيق الخطوة الثابتة باتّجاه «الهويّة الأوروبيّة الواحدة»، عمادها الرئيسي هو توحيد المناهج التعليمية والتربوية، وانفتاح الجيل الجديد بعضه على بعض، ما يعني أن اللغة الواحدة (إتقان الأجانب للغة البلد الأوروبي، واحترام البلد الأوروبي لقيم هؤلاء الأجانب الذين يعيشون بينهم) تشكّل العماد الرئيسي للهوية الأوروبية الواحدة.