بغداد ــ الأخبار
يبدو أنّ العنوان الذي ستتمحور حوله النقاشات السياسيّة في العراق في المرحلة المقبلة، ستتركّز على دفع القوى المعارضة لحكومة نوري المالكي في اتجاه تنظيم انتخابات نيابيّة مبكرة على أساس قانون جديد، في ظلّ عودة المعارك بين حزب العمّال الكردستاني والجيش التركي التي أودت أمس بحياة 4 جنود أتراك

دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أمس، إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق، وإعادة النظر في قانون الانتخابات. وقال، في تصريح صحافي له، «يجب إعادة النظر في قانون الانتخابات في العراق، ويجب أن تتمتّع الجهة المسؤولة عن الانتخابات بالاستقلالية الكاملة عن الكيانات أو الأحزاب السياسية».
وأضاف الهاشمي «إنّ العراق تخلّف كثيراً قبل الغزو الأميركي وبعده، ويجب أن يأخذ الآن موقعه المتميز عربياً وإقليمياً ودولياً، وذلك لن يتحقّق إلا بحلّ الإشكالات المتعلّقة بالشأن العراقي، ومنها تغيير مجلس النواب الحالي، وانتخاب مجلس جديد أكثر فعالية».
وفي السياق، طالب النائب عن الكتلة الصدرية، بهاء الأعرجي، الرئيس جلال الطالباني باستعمال صلاحياته الدستورية في حلّ مجلس النواب. وقال، في مؤتمر صحافي، «إنّني أتقدم بهذا الطلب بصفتي الشخصية إذ إنّ العملية السياسية يشوبها الكثير من الأخطاء، وإن ذلك أدّى أيضاً إلى تعقيدها بدلاً من حلّها».
غير أنّ رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري لواء سميسم كشف عن أنّ «بهاء الأعرجي عبّر عن رأيه الشخصي كبرلماني، ورأيه لا يمثّل الكتلة الصدرية». كما أكّد سميسم أنّ «الفكرة ليست من أفكار التيار الصدري في الوقت الحاضر ولم تطرح أو تناقش داخل الكتلة».
في المقابل، دعا صدر الدين القبانجي، المقرب من المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الى جدولة سياسية، لا زمنية، لخروج قوات الاحتلال من العراق.
وقال القبانجي، على هامش الاجتماع الدوري لكوادر المجلس الأعلى في النجف أمس، إنّ المطلوب هو «اتفاق دولي يبرَم مع العراق لبقاء هذه القوّات طالما كانت هنالك حاجة إليها، وسترفع الحكومة العراقية يدها عن هذا الاتفاق عند انتهاء الحاجة اليه».
في هذا الوقت، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «المحتلّين» إلى الانسحاب من العراق بأسرع وقت. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» إلى نجاد قوله، بعد لقائه رئيس «الائتلاف العراقي الموحّد» عبد العزيز الحكيم في طهران، إنّ «وجود المحتلّين في العراق يبعث على التوتّر وانعدام الأمن في هذا البلد ومن الأفضل لهم أن ينسحبوا بأسرع وقت»، معرباً عن ارتياحه للتطوّرات الإيجابية في الأوضاع في العراق.
أمّا وزير الخارجية منوشهر متكي فأعلن من جهته، أنّ طهران وافقت بشكل مبدئي على إجراء جولة جديدة من المباحثات مع الولايات المتحدة بخصوص الوضع الأمني في العراق، مشيراً إلى أن ذلك غير مرتبط بموضوع إفراج القوات الأميركية عن الدبلوماسيّين الإيرانيّين في أربيل.
وأوضح متكي أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى العراق، «طرح المالكي الطلب الأميركي المتعلّق بعقد جولة جديدة من المحادثات، وتقرّر أن يتم إبلاغ طهران بذلك عبر السفارة السويسرية».
وقُتل أمس أكثر من 20 عراقياً، بينما مرّت أربعة أيام من دون الإعلان عن خسائر في القوّات الأميركية في العراق، وهي حالة نادرة تؤكّد انخفاض هذه الخسائر بعد العمليات الواسعة ضدّ الجماعات المسلحة في عدد من المحافظات وقتل واعتقال أعداد كبيرة من المسلّحين، والتفاهم مع جماعات أخرى.
وعلى الحدود العراقيّة ـــــ التركيّة، عادت التوتّرات الميدانيّة بين المقاتلين الأكراد والجيش التركي، الذي قتل أربعة من جنوده أمس في اشتباكات في منطقة «جابار» الجبلية الحدودية في إقليم سيرناك التركي. وذكرت تقارير إعلامية أن طائرات حربية تركية قصفت قرى خاوية في شمال العراق. لكنّ حكومة كردستان الإقليمية نفت هذه الأنباء.