بغداد ـ الأخبار
أصدرت «جبهة التوافق العراقيّة» أمس موقفاً غير متوقّع برفضها للمبادرة التي طرحها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أوّل من أمس لحلّ البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة، ما يزيد من الإشارات إلى انشقاقات داخل هذه الجبهة، في وقت أشاع فيه الرئيس جلال الطالباني أجواء تفاؤليّة حول الأزمة الكرديّة ونحو إيران التي رأى أنّها لا تؤدي دوراً سلبياً في بلاده

لم تستطع مبادرة طارق الهاشمي أن توحد المعارضة العراقية. فإذا كان رفض الائتلاف العراقي الموحّد الحاكم لمبادرته متوقّعاً، فإنّ رفض جبهة التوافق لها جاء مفاجئاً نوعاً ما، وخصوصاً أنّ الحزب الإسلامي الذي يرأسه الهاشمي هو من مكوناتها الرئيسيّة.
وقال المتحدّث باسم الجبهة، عمر الجبوري، أمس إنّ «التوافق» لا تؤيّد دعوة الهاشمي و«لا يمكن أن تفكّر في حلّ البرلمان الحالي ما لم تكن لديها رؤية واضحة للمرحلة التي ستلي الحلّ».
أمّا النائب عن الائتلاف الموحّد عبّاس البياتي فقال من جهته إنّ «هناك آليات دستورية لحلّ البرلمان، وينبغي ألّا يكون حلّه بدعوى سياسيّة»، مشيراً إلى أنّ حلّ البرلمان معناه «تأزّم الوضع وغلق نهاية النفق، ودفع البلد نحو المجهول».
في هذا الوقت، كشف بيان صادر عن الحكومة العراقية عن أنّ مجلس الوزراء انتهى من إقرار قانون اجتثاث البعث (الذي بات اسمه قانون المساءلة والعدالة) وأنه سيقدّمه إلى مجلس النواب لمناقشته والتصويت عليه. وسيسمح القانون الجديد للآلاف من أعضاء حزب البعث السابق بالعودة إلى الحياة السياسية وشغر مناصب حكوميّة. وعاد موضوع الفدراليّة في بلاد الرافدين إلى صدارة النقاشات، حيث رأى نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أن البدء في إعادة إعمار وتنمية بغداد لن يتحقّق قبل حسم مسألة إقامة أقاليم في البلاد.
وفي السياق، قال القيادي البارز في المجلس الإسلامي الأعلى عمّار الحكيم إنّ تشكيل الأقاليم في العراق «شأن عراقي داخلي يتطلّب تفاهماً داخلياً وإقليمياً ودوليّاً».
من جهة أخرى، رأى الرئيس جلال الطالباني أنّ الأزمة مع تركيا حول حزب العمّال الكردستاني «على وشك الانتهاء»، مستبعداً احتمال حصول «اجتياح» تركي لكردستان العراق. كما أشاد الطالباني بالسياسة الإيرانية حيال بلاده، نافياً أن يكون لطهران «أي نفوذ داخل العراق، ‏ففي الماضي كانت تدعم جيش المهدي وبعض الميليشيات، ‏أمّا الآن فقد توقّفت عن هذا الدعم، وبذلك ساعدتنا بشكل كبير».
كشفت هيئة علماء المسلمين، في بيان أمس، عن أنّ «قوّة من حرس السيد أحمد عبد الغفور السامرائي (رئيس الوقف السني)، وبأمر منه، أقدمت على إغلاق مقر الهيئة العام في جامع أم القرى صباحاً (أمس) وهدّدت بمصادرة محتوياته». وكان ديوان الوقف قد طلب من الهيئة صباحاً، إخلاء المقرّ خلال أربعة أيّام.
إلى ذلك، أشارت مساعدة رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، إريكا فيلر، إلى تفاقم مشكلة «الدعارة لضمان سبل العيش» بين اللاجئات العراقيّات.
كما حثّت المجموعة المدافعة عن حقوق اللاجئين «ريفيوجيز إنترناشونال»، التي تتّخذ من واشنطن مقرّاً لها، الولايات المتّحدة على تقديم مساهمة كبرى للدول التي تستضيف اللاجئين العراقيّين.
ميدانياً، قُتل أربعة جنود أميركيّين وأصيب أربعة آخرون بجروح وسط بغداد، التي تعرّضت لعدد من الهجمات والتفجيرات التي قُتل فيها نحو 10 عراقيّين.