رام الله ــ أحمد شاكر غزة ــ رائد لافي

شهيدان في غزّة وإسرائيل تباشر خفض نقل الكهرباء إلى القطاع

عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني أمس، على الإسرائيليين «الأمن مقابل السلام»، مشدّداً على أنه «لا يمكن تحقيق الأمن في ظل الاحتلال»، وحاملاً في الوقت نفسه على «الزمرة الانقلابية» في غزة، حيث سقط شهيدان مع بدء سلطات الاحتلال خفض التغذية الكهربائية للقطاع.
وشدّد عباس، في خطاب ألقاه في رام الله، على «تصميم القيادة الفلسطينية على تحقيق وإنجاز الاستقلال الوطني الفلسطيني، رغم كل الصعوبات والعراقيل»، مشيداً بالإنجازات التي حققها الشعب الفلسطيني على مر السنين، والتي كان أبرزها «تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية التي استطاعت انتزاع اعتراف العالم بها».
وقال عباس: «إننا نبذل أقصى الجهد مع أشقائنا العرب حتى يحقق المؤتمر المقبل للسلام الهدف الذي نُجمع عليه كلنا، وهو سلام الشجعان، سلام راسخ يضمن الحقوق ولا يُفرط بها، ويحمي مصالحنا الوطنية ولا يُضيّعها، ويصونُ مستقبلنا ومستقبل كل شعوب المنطقة حولنا».
وتوجه عباس إلى «شعب إسرائيل وحكومته»، مشدّداً على «تصميم القيادة الفلسطينية على صنع سلام حقيقي، لصالح أجيالنا القادمة كلها». وقال: «أقول بصراحة وتصميم، إن الاحتلال لا يوفر الأمن لأحد، وإن السلام وعلاقات الجيرة القائمة على التكافؤ والمساواة والاحترام المتبادل هي الطريق لإنهاء عهود الحروب والآلام وسفك الدماء». ودعا إلى توقف الاستيطان تماماً، والحصار، والإفراج عن الأسرى والعودة إلى بيوتهم وأسرهم، ودورات العنف والقتل والاغتيال، ينبغي أن تصبح أعمالاً من الماضي».
ولم ينس عباس أوضاع قطاع غزة وحركة «حماس»، فاعتبر أن الحركة «أثبتت أنها مصممة على مواصلة استخفافها بدماء أبناء الشعب الفلسطيني وبقضيته، مُعطيةًَ ذريعةً جديدة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي لإضعاف الموقف السياسي الفلسطيني، وتُظهر شعبنا أمام العالم كأننا لا نُقدس قيمة حياة الإنسان».
وشدّد عباس على ضرورة «إسقاط الزمرة الانقلابية التي استولت على قطاع غزة بالقوة، وتتاجر بمعاناة ومآسي شعبنا الذي لم ينل منها سوى أعمال الإجرام المترافقة مع تشديد الحصار من إسرائيل». وأضاف: «وإذا كانت هذه الزمرة تقوم الآن باعتقال المئات من كوادر فتح ومنظمة التحرير وباقي الفصائل والأفراد، فهذا دليل على حالة الارتباك والعزلة».
ولمناسبة ذكرى إعلان الاستقلال أيضاً، شدّد المجلس الوطني الفلسطيني على أن الترجمة للاستقلال كي يصبح حقيقة على الأرض «تتطلب توحيد الصف والجهود والكلمة».
في هذا الوقت، اغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية المقاومين في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، محمد القيشاوي (22 عاماً) وعاهد البياري (22 عاماً) من بلدة بيت حانون، شمال القطاع، فيما أصيب أربعة من رفاقهما بشظايا الصواريخ المتناثرة.
كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية إصابة مقاومين من كتائب «عز الدين القسام» بجروح بالغة أدت إلى بتر أطرافهما السفلية، إثر انفجار جسم مشبوه في موقع تابع للكتائب غرب مدينة رفح.
ولمّحت «كتائب القسام» إلى مسؤولية نشطاء من حركة «فتح» عن زرع العبوتين، وأوردت، في بيان، أن «الذين يقومون بالتفجيرات من أذناب التيار الانقلابي البائد، ولا يتورعون أن يأتوا بالعبوات من دولة العدو في سبيل تحقيق مكاسب وهمية».
وكانت مصادر أمنية وطبية فلسطينية قد أعلنت في وقت سابق مقتل الشاب محمد سالم سعد (23 عاماً)، وإصابة آخر بجروح متوسطة، في انفجار عبوة ناسفة كانت بحوزتهما، شرق مدينة غزة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز أعطى الضوء الأخضر للأجهزة الأمنية الإسرائيلية للبدء في تقليص إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة.