strong>الأسد: أي مبادرة لا تتضمّن الجولان ستكون غير جديّة ولن تحقّق السلام العادل
أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس، دعم سوريا لدور الجامعة في حلّ الأزمة الرئاسية في لبنان، آملاً «ألا تستمر فتؤدي إلى اضطراب»، فيما شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة إدراج الجولان المحتل في أي مبادرة سلام.
وقال موسى، بعد لقائه الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم في دمشق أمس، إنه «تلقّى تأييداً كبيراً من سوريا لدور الجامعة في لبنان بصفة خاصة، والتحرك نحو توافق لبناني، والسعي لإجراء الانتخابات في موعدها وفقاً للدستور. ونحن نتابع الاتصالات القائمة وهي مستمرة وستتكثف في الأيام القليلة المقبلة».
وأعرب موسى عن «أمله ألا تستمر الأزمة في لبنان، فتؤدي إلى اضطراب»، مشيراً إلى أنه «متأكد حيال ما ذكره الأسد من اهتمام سوريا برئيس يُنتخب في الموعد المحدد بما يُنهي هذه الأزمة». وقال: «نحن الآن في مرحلة مفصلية، سواء بالنسبة إلى الوضع في لبنان أو بالنسبة إلى النزاع العربي الإسرائيلي، الأمر الذي دفعني إلى إجراء مشاورات متعددة في الإطار العربي. ولأجل هذا الهدف جئت إلى دمشق».
وأضاف موسى: «نعمل معاً للتوصل إلى رئيس توافقي للبنان»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «أهم شيء يمكن الوصول إليه في المرحلة الحساسة». وشدد على أن «موقف الجامعة وموقف الكل هو الوصول إلى مرشح توافقي»، مؤكّداً أن «الاستقرار في لبنان استقرار عربي، والاضطراب اللبناني اضطراب في الموقف العربي».
كذلك شدّد موسى على أن اللقاء مع الأسد «كان إيجابياً ومهماً تجاه الوضع اللبناني تحديداً، حيث إننا نتابع جميعاً ما يجري من محاولات جادة للاتفاق على قائمة معينة يقدمها البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير». وأشار إلى أن «الجامعة العربية لن تكون بعيدة عن هذه التطورات، لأن الوضع في لبنان يتعلق بالاستقرار في بلد عربي حساس ومهم مثل لبنان».
وشدّد موسى على أن «الجامعة العربية مهتمة في هذه المرحلة بانتخاب الرئيس، وكذلك سوريا وكل العرب مهتمون بالانتهاء من هذه الأزمة، لأنها ستكون مفتاحاً لاستقرار كبير».
وعن مؤتمر أنابوليس للسلام المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، قال موسى: «ما نريده هو مؤتمر يتعامل مع النزاع العربي ـــــ الإسرائيلي، ويطلق مسار مفاوضات جدية تحت إشراف دولي. والمؤتمر نفسه يمكن أن يكون المظلة الواسعة، ولكن يجب أن يكون كل شيء مطروحاً، وأن يكون الجوّ مهيّأً لإحداث تقدّم في المؤتمر».
وجدّد موسى الإعلان عن «دعوته إلى اجتماع طارئ استثنائي وعاجل، يعقد قبل المؤتمر للدول الأعضاء في لجنة المتابعة للمبادرة العربية، على أن تحضره 14 دولة عربية على مستوى وزراء خارجية». وأشار إلى حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاجتماع «حيث سيطرح على وزراء الخارجية ما تم من اتصالات جارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكل الإجراءات التي تمت أو لم تتم، إضافة إلى أجندة المؤتمر وكل الأمور المتعلقة به». وأوضح: «نريد توجيه رسالة واضحة لموقف عربي موحد».
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن الأسد قوله لموسى إن «أي مبادرة سلام لا تشمل الجولان السوري المحتل ستكون غير جدية، ولن تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة». وبحسب «سانا»، فإن موسى «أطلع الأسد على المداولات الجارية حالياً بصدد اجتماع أنابوليس». ونقلت عن الأسد «تأكيده أن التضامن العربي والعمل العربي المشترك سبيل وحيد لمواجهة التحديات ودرء الأخطار عن الأمة العربية».
وقالت مصادر سورية رسمية لوكالة الأنباء الألمانية، إن لقاءات موسى كانت مفيدة ومثمرة في ما يخص الموضوعات الساخنة المطروحة حالياً في المنطقة. وأضافت أن دمشق تكرر مجدداً موقفها المعلن بأنها مع انتخاب «رئيس توافقي»، ومع كل ما يتفق عليه اللبنانيون، وذلك تلافياً لحصول أي فوضى قد تضر بالجميع.
إلى ذلك، لم تقدّم الجامعة العربية أي تفسيرات لعدم توجه موسى إلى بيروت، رغم ما كان قد تسرّب سابقاً من زيارة مرتقبة. وقالت مصادر عربية واسعة الإطلاع إن ثمة حالة من التشاؤم تسود أروقة الجامعة العربية بعد إلغاء موسى زيارته لبيروت.
وكان موسى قد نفى، خلال مؤتمره الصحافي في دمشق، اعتزامه القيام بزيارة إلى السعودية أو إلى لبنان. ولكنه أكد أنه سيجري اتصالات عاجلة ومستمرة في اليومين المقبلين مع القاهرة وبيروت والرياض. وقال إن «زيارة بيروت لم تكن مدرجة وليست مدرجة على جدول أعماله». وأضاف: «هم يقترحون عليّ أن أذهب إلى حيث يريدون، الآن زيارتي غير مقررة لبيروت».
ويتناقض تصريح موسى مع تأكيد مدير مكتبه، المستشار هشام يوسف، لـ«الأخبار» أخيراً أن الزيارة التي قام بها إلى لبنان قبل توجه موسى إلى دمشق تستهدف الإعداد لزيارة وشيكة سيقوم بها الأمين العام إلى بيروت، في إطار الدور الذي تؤديه الجامعة العربية لإمرار الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، سانا)