واشنطن ـ محمد سعيد
أكد مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن إنشاء قيادة عسكرية جديدة موحدة لأفريقيا (أفريكوم) لن «يعسكر السياسية الخارجية الأميركية» في القارة السمراء، مشددين في الوقت نفسه على أهمية هذه الخطوة الميدانية.
وأوضح القائد الأعلى لـ«أفريكوم»، الجنرال ويليام وارد، أن إقامة هذه القيادة التي باشرت مهامها جزئياً في تشرين الأول الماضي، كانت ضرورية لتركيز عمل البنتاغون في أفريقيا بعدما كان موزعاً في السابق بين ثلاث قيادات عسكرية أميركية.
وقال وارد، في جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أول من أمس، إن قيادته لن تتدخل في عمليات حفظ السلام الجارية حالياً في القارة أو الدفع باتجاه عسكرة المنطقة. وأضاف: «سنقوم بكل ما في وسعنا لكي لا نربك أو نزرع الفوضى في الجهود الحالية المبذولة في مجال الأمن والاستقرار في أفريقيا».
وأشار وارد إلى أنه لم يُحدَّد بعد المقر الدائم لقيادته، التي لا تزال تدير عملياتها حتى الآن من مقر القيادة الأميركية لأوروبا في مدينة شتوتغارت الألمانية. وأوضح أنه يجري النظر في عدد من الأماكن، مشدداً على أن «أفريكوم ستسهم مباشرة في وصول الأفارقة إلى الاستقرار والأمن».
ونفى مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية، راين هنري، في الجلسة نفسها، أن يكون الغرض من إنشاء هذه القيادة إقامة قواعد عسكرية أميركية جديدة في أفريقيا. وقال إن انتشار «سوء المفاهيم» حول القيادة العسكرية لأفريقيا يستند إلى «أساطير»، وأن البنتاغون تعمل عن كثب مع شركائها الأفارقة لإزالة أي قلق تجاه دور هذه القيادة. وأضاف: «إن مجموعة الأساطير الثانية التي تنتشر هي أن أفريكوم مظهر لعسكرة السياسة الخارجية (الأميركية) وأنها ضمن جهد البنتاغون للتدخل في مجال السياسة الخارجية». وتابع: «هذا أيضاً ادعاء زائف. فأفريكوم لن تغير دور وزارة الخارجية قائداً في السياسة الخارجية»، رافضاً الادعاءات التي تفيد بأن الدولة المضيفة لقوة «أفريكوم» ستصبح هدفاً للإرهاب ضد الأميركيين.
في المقابل، كشف مساعد وزير الدفاع الأميركي للعمليات الخاصة، مايكل فيكرز، عن أنه ستُقام قواعد جديدة في القارة السمراء، لخمسة مجموعات من القوات الخاصة ضمن أفريكوم، بعد بدء القيادة العسكرية الأميركية عملها في تشرين الأول 2008.
وينتشر حوالى 1500 جندي أميركي حاليا في جيبوتي في إطار ما تسميه واشنطن «مكافحة الإرهاب» في القرن الأفريقي.