صعّدت الحكومة العراقيّة أمس موقفها من قضيّتين أثارتا مشاكل كبيرة في البلاد في الفترة الأخيرة. فمن جهة، توعّدت الشركات الأجنبية التي وقّعت عقوداً نفطيّة مع حكومة إقليم كردستان العراق بمعاقبتها. ومن جهة أخرى، قرّرت تفتيش مقارّ الشركات الأمنية الخاصّة العاملة في البلاد، كترجمة لقرارها فرض قيود على عملها.وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس أنّها كلّفت أحد كبار ضبّاطها بتفتيش مقارّ الشركات الأمنية الأجنبيّة، والتدقيق في تراخيص عملها وأسلحتها. وقال مدير مركز القيادة الوطنية في الوزارة، اللواء الركن عبد الكريم خلف، «كلّف وزير الداخلية جواد البولاني العقيد أحمد صالح» بهذه المهمة. وأوضح أنّ «الوزارة تجري الآن اتصالات مع السفارة الأميركية للاتفاق على وضع آلية لعمل الشركات، وفي مقدّمها بلاك ووتر».
في هذا الوقت، قال وزير النفط حسين الشهرستاني، إنّ الشركات النفطية التي وقّعت عقوداً مع إقليم كردستان ستُمنَع من ممارسة أعمالها في العراق، ومن تصدير النفط منه. وأكّد الشهرستاني، خلال مشاركته في قمّة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» في الرياض، «أي شركة وقّعت عقوداً من دون موافقة حكومة العراق المركزية لن تحظى بأي فرصة للعمل مع حكومة العراق».
بدوره، اتّهم رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، الشيخ حارث الضاري، الأمم المتحدة بخدمة أهداف الاحتلال في هذا البلد، وقال إنها «شاهد زور إزاء الجرائم والانتهاكات التي يتعرّض لها الشعب العراقي».
وأضاف الضاري، في مقابلة مع صحيفة «العرب الأسبوعي» تُنشر غداً، إنّ «العراقيّين لا يثقون بالأمم المتّحدة ومؤسّساتها السياسية والإنسانية، ويعدّونها جزءاً من الأدوات التي يسيّرها الاحتلال لمصالحه في العراق، وهي في نظرهم بمثابة شاهد زور ليس إلّا».
من جهة أخرى، اعترف نائب قائد قوّات الاحتلال في العراق، الجنرال جيمس سيمونز، أمس، بأنّ إيران ملتزمة تنفيذ تعهّدات قطعتها بوقف تدفّق الأسلحة إلى العراق، مشيراً إلى دليل تراجع عدد الهجمات بالعبوات الخارقة للدروع ضدّ القوّات الأميركية في الأشهر الأخيرة، واصفاً هذا المؤشّر بأنه نتيجة «احترام طهران لتعهّداتها التي قطعتها».
وفي السياق، حذّرت «المجموعة الدولية لإدارة الأزمات» من تودُّد إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، وحذّرت من أنّ اعتماد الولايات المتحدة على مقاتلين من منظّمة «بدر»، التابعة لهذا المجلس، كثقل موازٍ لميليشيا «جيش المهدي»، «ستكون له آثار عكسية، ويسبّب استقطاباً بين الشيعة، سيُحسَم لمصلحة إيران».
ميدانياً، قُتل جندي أميركي وأصيب أربعة آخرون في محافظة ديالى، فيما قُتل نحو 20 عراقياًَ في هجمات متفرقة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)