strong>الصين تحبط مجدّداً محاولة لتشديد العقوبات على إيران
تمكّنت الصين مجدداً من إحباط اجتماع آخر للقوى الكبرى كان متوقعاً الاثنين لمناقشة عقوبات مشدّدة على إيران، التي طالبت الدول الغربية باعتذار، عقب «إثبات» تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «صدقيتها» لجهة الأنشطة النووية.
في هذا الوقت، أفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية بأن الرئيس الإيراني وجّه خطاب احتجاج لنظيره الفرنسي نيكولاي ساركوزي على دعوة فرنسا إلى تشديد العقوبات على بلاده، قائلًا فيه إن ساركوزي «صغير السن وقليل الخبرة». وذهبت الصحيفة إلى أن خطاب نجاد، الذي تسلمه ساركوزي الاثنين الماضي، يتضمن تهديدات وأنه كتب بلهجة شديدة.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية في لندن أمس، إن اجتماع ممثلي كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، الذي كان مقرّراً بعد غد الاثنين لمناقشة تشديد العقوبات على ايران، «ألغي نظراً لانسحاب الصين».
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي «لم يعد هناك اجتماع مقرّر الآن لأن الصينيين يقولون إنهم لن يستطيعوا الالتزام بالموعد. أعتقد أن الأمر متعلق بمصاعب حقيقية في السفر، لكن أيضاً له صلة بالممانعة بشأن القضية الأوسع للعقوبات».
وفي طهران، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغا زاده، إنه بعد تقرير المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي، لا سبب وجيهاً لطرح موضوع نشاطات إيران النووية على مجلس الأمن.
ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن آغا زاده قوله «من النقاط الإيجابية في تقرير البرادعي استعداد الوكالة لتحويل الوقود النووي لمحطة بوشهر حيث من المتوقع أن يتم نقل هذا الوقود إلى إيران على وجه السرعة».
وفي السياق، أعلنت وكالة الطاقة الذرية الروسية أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستبدأ قريباً في تفتيش وإقرار الوقود النووي المتجه إلى محطة بوشهر جنوب ايران من 26 تشرين الثاني الى 29 من الشهر نفسه.
وذكرت محطة «اي ار اي بي» الإذاعية الحكومية الإيرانية إن الرئيس محمود احمدي نجاد «حث الغرب على الاعتذار بشجاعة للأمة الايرانية».
وقال نجاد، رداً على سؤال عن رد الفعل الأميركي والغربي على تقرير وكالة الطاقة، «إنهم يقولون أموراً غير مقبولة وغير صحيحة.. وننصحهم بالكف عن ذلك لأن التصريحات غير القانونية لن يكون لها نتيجة».
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن نجاد قوله إن «تقرير البرادعي واقعي نسبياً ومتحرر الى حد بعيد من ضغط بعض القوى الكبرى».
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الضغوط الدولية على إيران «يجب أن تزيد وستزيد» إذا واصلت رفضها تعليق نشاطاتها النووية الحساسة.
وأوضح بوش، بعد محادثات مع رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا، «اتفقنا على أن الضغط الدولي يجب أن يزيد وسيزيد ما دامت ايران لا تتعهد تعليق تخصيب (اليورانيوم)».
وكانت اسرائيل قد أعربت عن عدم رضاها عن تقرير وكالة الطاقة. وقال نائب وزير خارجيتها مجالي وهبه إن «هذا التقرير تحاشى عرض نيات نجاد، التي تعلمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها محمد البرادعي جيداً». وأضاف أن «أي مهلة اضافية يمنحها المجتمع الدولي لإيران ستعطيها مزيداً من الوقت لتطوير قنبلة. على المجتمع الدولي أن يتحرك لإجبار ايران على وقف برنامجها (النووي) والرضوخ لقرارات مجلس الأمن».
وفي برلين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن ياغر، إن ألمانيا ستدرس احتمال اتخاذ إجراءات منفصلة عبر الاتحاد الأوروبي ضد إيران إذا لم يتفق مجلس الأمن الدولي على عقوبات جديدة. وكان دبلوماسيون قد ذكروا أن ألمانيا تعارض فكرة اتخاذ إجراءات منفصلة عبر الاتحاد الأوروبي.
أما الموقف الفرنسي فقد جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية باسكال اندرياني، التي قالت «يستمر وجود نقاط غموض، بل انها تزيد بشأن وجود اجهزة طرد مركزي من الجيل الجديد لم تكن معروفة حتى الآن ولم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إليها».
(رويترز، أ ف ب، د ب أ، مهر)