بالنسبة إلى 45 في المئة من الهولنديّين، يكمن الحلّ للأزمة البلجيكيّة، في شقّيها القومي والإثني، التي تضع البلاد أمام انقسام جدّي بين كل الـ«والون» والـ«فلاندر»، في أن تنضمّ مقاطعة الـ«الفلاندر» إلى هولندا.ليست هذه مزحة، بل هذا ما أظهره استطلاع للرأي أجرته صحيفة «داغ» الهولندية، كشف عن أن الأزمة البلجيكيّة تمسّ الهولنديّين بقدر ما تطال البلجيكيّين المقسّمين قومياً وطائفياً. ورغم أنّ 49 في المئة من الهولنديّين المستطلعة آراؤهم رفضوا انضمام الـ«فلاندر» إلى بلادهم، فإنّ مجرّد وجود نسبة كبيرة (45 في المئة) تريد هذا الأمر، يشير إلى عمق الخلاف الذي بات يفصل بين يسار هولندا، ويمينها، وخصوصاً أنصار حزب غيرت ويدرز الشعبوي، بحسب عالم الاجتماع الهولندي ديك بيلز الذي يلاحظ تماهياً كبيراً بين قوميّي الـ«فلاندر» البلجيكيّين ويمينيّي هولنداوفي السياق، يمكن ربط رغبة عدد من الهولنديّين في انضمام المقاطعة البلجيكية إلى بلادهم بخوفهم من اندثار لغتهم التي يشاركهم إياها «أشقّاؤهم» الفلاندريون. وفي أيلول الماضي، دارت نقاشات في البرلمان الهولندي حول «المدّ التوسّعي» للغة الإنكليزية في هولندا على حساب اللغة الهولندية، وهو ما يراه يمينيو هولندا مبرّراً لتوسيع «المملكة الهولندية» من خلال الإتيان بأناس يتكلّمون اللغة الهولندية.
في هذا الإطار، تشير «داغ» إلى أنّ هولندا صاحبة الـ 16 مليون نسمة اليوم، ستكون أقوى وذات وزن أوروبي أكبر إذا أصبح عديد سكانها 22 مليوناً، أي من خلال ضمّ الفلاندريين إليها، لتكوين ما يُعرَف بـ«الأراضي المنخفضة التاريخية» التي وُجدت بين عامي 1815 و1830. وأكّدت الصحيفة أنّ عريضة ستوزَّع على النوّاب الهولنديّين قريباً ليوقّعوها ويضعوا بند ضمّ المقاطعة البلجيكية على جدول أعمالهم، «لأنّ الحلم الوحدوي لم يُمحَ من عقل الهولنديين، بما أنّ الفصل بين هولندا وبلجيكا كان مصطنعاً، ويرون أنه لا بدّ أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه» بحسب بيلز. ويقوّي عالم الاجتماع كلامه بالإشارة إلى أنّ استطلاع الرأي نفسه أوضح أنّ 80 في المئة من الهولنديّين أجابوا بأنهم «يحبّون كثيراً» فلاندريي بلجيكا.
ولا يفوت الصحيفة التذكير بأنّ وحدة من هذا النوع، ستكون مفيدة على الصعيد الاقتصادي إلى جانب قيمتها السياسية والثقافية والقومية، لأنها ستلغي المنافسة بين مرفأي روتردام الهولندي وأنفير البلجيكي.
وبحسب واضعي سيناريو «بلقنة» أوروبا هذا، فهم يقترحون، بحسب الصحيفة الهولندية، للدولة المستقبلية أسماء. فهو قد يكون orangeland، وهو اسم العائلة الحاكمة في هولندا، أو deltaland، أو بكل بساطة الدولة الفدرالية الهولندية ـــــ البلجيكية.
(عن «ليبراسيون»)