غزة ــ رائد لافي
«حماس» تشترط إقامة مهرجان في الضفة للسماح بإحياء ذكرى انطلاقة «فتح» في غزة

أثارت تصريحات لوزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال عبد الرزاق اليحيى عن تعهّد السلطة تفكيك الأجنحة المسلحة للتنظيمات الفلسطينية ردود فعل عاصفة من الفصائل، بلغت حد اتهام «حماس» للسلطة بالتعامل مع إسرائيل.
في هذا الوقت، علمت «الأخبار» أن الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية ستمنع حركة «فتح» من تنظيم مهرجان جماهيري في ذكرى انطلاقتها في الأول من كانون الثاني المقبل، إذا حرمت «قيادة السلطة في رام الله» حركة «حماس» من تنظيم مهرجان انطلاقتها في الضفة الغربية في 14 كانون الأول المقبل.
وقالت مصادر مطلعة في الحكومة المقالة إن «حماس» تستعد لتنظيم مهرجان جماهيري حاشد وغير مسبوق في الضفة الغربية إحياء لذكرى انطلاقتها السنوية منتصف الشهر المقبل، في حال السماح لها بذلك. كما ستنظم مهرجاناً مماثلاً في غزة «تدحض خلاله الشائعات التي تشير إلى تآكل شعبيتها في قطاع غزة وتراجعها».
غير أن مصادر أخرى رأت أن حركة «حماس» تريد بالدرجة الأولى الردّ على الحشد الكبير الذي تجاوز 200 ألف مشارك في احتفال «فتح» في الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات في غزة.
وفي غضون ذلك، لاقت تصريحات عبد الرزاق اليحيى عن تعهد السلطة الفلسطينية للدولة العبرية حل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة وملاحقتها، استياءً واسعاً من جانب هذه الفصائل التي أكدت تمسكها بالمقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي.
وقال القيادي البارز في حركة «الجهاد الإسلامي»، نافذ عزام: «نحن في الجهاد الإسلامي نأمل ألا تكون هذه التصريحات صحيحة، لأنها إذا كانت ذلك فستكون مصيبة كبيرة على شعبنا وتضحياته». وشدد على أن المقاومة لا يمكن أن تنتهي بمرسوم، كما لا يمكن جمع سلاح المقاومة بقرار من هذا أو ذاك، مضيفاً أن «الشروع في هذا الأمر سيحدث بلبلة كبيرة وسيفقد من يقود هذا التصرف شعبيته».
ورأت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة تصريحات اليحيى، الذي وصفته بـ«مستوزر الداخلية»، بأنها «ترجمة عملية للمرحلة الأولى لخطة خريطة الطريق، التي التزمت حكومة رام الله بموجبها محاربة المقاومة».
ورأت «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة «حماس»، في بيان، أن ما قاله اليحيى «خيانة للمقاومة وعمالة واضحة للاحتلال». وقالت: «سنواجه هذه الخيانة العلنية بمزيد من الوفاء لشعبنا والصمود في وجه هذه المؤامرات القذرة».
واتهم المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، القيادة الفلسطينية بالانهماك بتطبيق الأمن لإسرائيل وإهمالها لقضايا الحل النهائي في الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي. وقال: «إن ما نسمعه من قيادة الاحتلال هو عبارة عن إملاءات، وكل ما نسمعه من قيادة السلطة الفلسطينية هو أننا التزمنا وسنلتزم».
وشدد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية «أبو مجاهد» على أن «المقاومة اكتسبت شرعيتها من خلال مقاومتها للاحتلال الذي يبطش بالشعب الفلسطيني ويرتكب الجرائم ضده، ووجدت هذه المقاومة للدفاع عن الشعب وكرامته، ولا أحد في هذه الدنيا يملك قرار نزع سلاحها».
وكان اليحيى قد كشف في تصريحات صحافية عن تعهد السلطة لدولة الكيان بحل كل الأجنحة المسلحة التابعة للفصائل والحركات الفلسطينية، بما فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح»، وكتائب «عز الدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس». وقال إن «المقاومة لها مفهوم واضح، وما جرى خلال السنوات السبع كان كارثة على القضية الفلسطينية».
ميدانياً، نجا مقاومون فلسطينيون من عمليتي اغتيال إسرائيليتين منفصلتين، فجر أمس، في منطقة الفخاري شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، في وقت واصلت فيه المقاومة الفلسطينية عمليات استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
وقالت مصادر محلية وشهود إن مروحية حربية إسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ مجموعة من مقاومي «كتائب القسام»، غير أنها أخطأت الهدف، فيما نجت مجموعة من مقاومي «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي من عملية اغتيال منفصلة، عندما استهدفت مروحية حربية السيارة التي كانت تقلهم في المنطقة نفسها، غير أن الصاروخ لم يصب السيارة.