بات عقد الجولة الرابعة من المحادثات الأميركيّة ـــــ الإيرانيّة عن أمن العراق، ينتظر فقط تحديد الموعد، بعد موافقة طهران رسميّاً أمس على الطلب الأميركي في هذا الشأن، وسط إشارات تهدئة أميركيّة تجاه الدور الإيراني في بلاد الرافدين، وهو ما عبّر عنه سماح القوات الأميركية في هذا البلد لعائلات الدبلوماسيّين الإيرانيّين المعتقَلين لديها بلقاء أبنائهم في بغداد. في المقابل، ظلّ التوتّر على الجبهة الشمالية مضبوطاً، مع تكرار أنقرة أنّها ليست في وارد تنفيذ عمليات توغّل عبر الحدود «على الفور».ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قوله، بعد لقائه نظيره السوري وليد المعلم في طهران أمس، إنّ بلاده وافقت على عقد الجولة المقبلة من المحادثات مع الأميركيّين، لافتاً إلى أن هذا اللقاء سيُعقد «قريباً» في بغداد بعدما قدّمت واشنطن طلباً رسمياً بهذا الخصوص. وأوضح أنّ «الجولة الرابعة من المحادثات ستُجرى في القريب العاجل»، مشيراً إلى أن «الموعد الدقيق سيتمّ الإعلان عنه في المستقبل القريب».
+في هذا الوقت، لا يزال الوضع على الحدود العراقية ـــــ التركية على حاله من حيث المواقف التركيّة، التي قد يزيد من هدوئها زيارة جنرالين أميركيّين رفيعي المستوى أمس إلى أنقرة، حيث أجريا اجتماعات مع عسكريّين أتراك لوضع الاتفاق التركي ــــــ الأميركي لـ«مكافحة حزب العمال الكردستاني» حيّز التنفيذ.
وقالت قيادة الجيش التركي، في بيان لها، إنّ الجنرال ارغين سايغون، الرجل الثاني في الجيش التركي، استقبل نائب رئيس الأركان الأميركي الجنرال جيمس كارترايت وقائد قوّات الاحتلال في العراق الجنرال دايفيد بيترايوس. وأضاف البيان إنه تم خلال المقابلة بحث «التعاون وتقاسم المعلومات في مجال مكافحة حزب العمال الكردستاني، العدوّ المشترك». وأشار إلى أنّ الجنرالات الثلاثة سيتمّ تكليفهم بتنسيق عملية مكافحة هذا الحزب. وغادر الجنرالان الأميركيان أنقرة إلى بغداد حيث عقدوا اجتماعات مع مسؤولين عراقيين وآخرين من حكومة كردستان العراق للغاية نفسها.
وسبق وصول بيترايوس وكارترايت تأكيد رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان أنّ أنقرة لن تلجأ على الفور إلى تنفيذ عمليات توغّل عبر الحدود. وقال، أمام نوّاب حزبه «العدالة والتنمية»، «نحن لسنا رُعاة بقر يلوّحون بمسدّساتهم، فقوّاتنا المسلّحة ستستخدم التفويض (البرلماني) في الوقت المناسب»، مضيفاً إنّ «الحكمة» ستنتصر.
وفي السياق، رأى الرئيس التركي عبد الله غول أنّ منح القوميّة الكرديّة مزيداً من الحقوق الديموقراطيّة في البلاد، من شأنه تفادي انفجار حالة ثوريّة انفصاليّة في جنوب شرق البلاد، ذات الغالبيّة الكرديّة.
وبدا أنّ غول يعلّق ضمنياً في كلامه هذا على الملاحقة القانونيّة التي يتعرّض لها منذ فترة حزب المجتمع الديموقراطي، الممثّل الأكبر لأكراد تركيا في البرلمان، وسط تحذيرات بأن يتحوّل هذا الحزب الى العمل العسكري إذا تمّ حظره قانونياً. من جهته، رأى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أثناء زيارة له إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، أنّ مخاطر حدوث توغّل تركي في شمال العراق تراجعت بعدما أبدت تركيا «حكمة كبيرة من ضبط النفس».
وفي العراق، استعرضت قوّات الأمن قوّتها أمس، فأوقفت 43 موظّفاً في شركات أمنية خاصّة، جميعهم من التابعيات الآسيوية، لمخالفتهم القوانين العراقيّة، منها مخالفة قوانين السير، بينما لا يزال مرتزقة الشركات الأميركيّة وفي مقدّمتها «بلاك ووتر» الذين قتلوا العديد من العراقيّين المدنيّين أحراراً. وكشفت السلطات العراقيّة أنّ عمّالاً سريلانكيين ونيباليين اعتُقلوا بعد رصدهم يرتكبون مخالفات عديدة، بينها «السير بالاتجاه المعاكس وإطلاق النار العشوائي إضافةً لإصابة امرأة بجروح إثر إطلاق نار».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، د ب أ)