أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الأميرال مايكل مولن أمس أنه «لن يستبعد أبداً الخيار العسكري» ضد إيران، مشدداً في الوقت نفسه على «أهمية الدبلوماسية» لحل أزمة الملف النووي الإيراني. وقال مولن، في مؤتمر صحافي في مركز الصحافة الأجنبية في العاصمة الأميركية: «لن أسقط أبداً الخيار العسكري عن الطاولة. لقد قلت وأكرر أن الدبلوماسية هامة أيضاً. هناك عقوبات على إيران لا بد من توسيعها وزيادتها».
كما نفى مولن ما نشر من تقارير صحافية عن اعتزام الولايات المتحدة إقامة قواعد عسكرية إضافية فى الخليج. وقال إن «التسهيلات الحالية فى الخليج تكفي لمساعدتنا في أداء مهامنا في العراق... وكل ما يلزم من أجل دعم عملياتنا في أفغانستان».
في هذا الوقت، تظاهر آلاف العمال في طهران ومدن أخرى، احتجاجاً على احتمال تعديل قانون العمل الذي سيلغي ـــــ على حد قولهم ـــــ حقوقاً مهمة، وكذلك احتجاجاً على التأخر في دفع الرواتب.
وتجمع العمال، الذين قدموا من مدن عديدة في البلاد، أمام ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني في جمران جنوبي العاصمة، فيما جرت تظاهرات في عدّة مدن إيرانية.
ورفع العمال أصواتهم محتجين على «إصلاح لقانون العمل» أعدته الحكومة يلغي الحماية التي يحظى بها العمال، حسبما تقول المنظمات العمالية. وتضيف هذه المنظمات أن «الإصلاح» يتيح خصوصاً القيام بطرد جماعي في وقت من الصعب فيه الآن طرد عامل. وبشكل عام، فإن المحاكم المختصة بشؤون العمل تبدي تأييدها للعمال وترغم أرباب العمل على إعادة توظيفهم.
وحاول النائب الإصلاحي علي رضا محجوب، الذي يرأس أبرز نقابة عمالية، تهدئة المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات تطالب خصوصاً باستقالة وزير العمل محمد جهرومي، في وقت كان فيه أحد العمال يصرخ: «لم أتقاضَ راتبي منذ 17 شهراً».
وقال محجوب: «إذا لم تسحب الحكومة مشروع إصلاح القانون، فسنواصل تظاهراتنا»، مضيفاً: «بدلاً من الدفاع عن العمال، تقوم الهيئات الحكومية بحماية أرباب العمل». وأوضح، متوجهاً إلى العمال: «إنكم تعملون في مصانع تشهد أزمة منذ فترة طويلة، وبعضكم لم يتلق رواتبه منذ أشهر، لكن للأسف ليس لدينا أي منبر للدفاع عن حقوق العمال».
وهناك حوالى ثلاثة ملايين عاطل من العمل في إيران، حيث بلغت نسبة التضخم في تشرين الثاني 16 في المئة. ويفيد العديد من الخبراء الاقتصاديين بأن ارتفاع الأسعار قد يتجاوز 20 في المئة هذه السنة.
أما في الملف النووي، فقد أوضح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين إلهام، أن «العمل جار على الإعداد للجولة الجديدة من المحادثات بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا»، مشيراً إلى أن تقدم موعد اللقاء أو تأخيره «ليس هاماً كثيراً».
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن المباحثات النووية الاولية بين إيران والاتحاد الأوروبي ستجرى اليوم في العاصمة النمساوية فيينا، حيث من المقرر أن يلتقي نائب رئيس المفاوضين النوويين الإيرانيين جواد وعيدي، مع مدير العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي روبرت كوبر من أجل التحضير للجولة المقبلة من المحادثات بين جليلي وسولانا.
وكان الملف النووي الإيراني مجال محادثات أجرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي في بيت الضيافة الألمانية قرب برلين.
وفي السياق، بعث وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي برسائل إلى وزراء خارجية دول العالم، شرح فيها مواقف بلاده تجاه القضية النووية. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن متكي أكد في هذه الرسائل أن إيران «كانت ولا تزال ملتزمة بتعهداتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي».
(الأخبار، أ ف ب، مهر،
د ب أ، يو بي آي)