يبدو أنّ زيارة الرئيس الباكستاني برويز مشرّف إلى السعودية، والتي بدأت أمس، أعطت مفاعيلها سريعاً، إذ لم يكد يطأ الرجل أراضي المملكة، حتى أُفرج في باكستان عن أكثر من 3400 معتقل من صفوف المعارضة، التي تتّجه نحو مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي ثبتت المحكمة العليا موعدها في الثامن من الشهر المقبل. وأعلن المدّعي العام الباكستاني مالك قيوم في إسلام أباد أمس أنه من المحتمل أن يتنحّى مشرف عن منصب قائد الجيش قبل بدء فترة ولاية رئاسية جديدة تستمر خمسة أعوام مطلع الأسبوع المقبل.وأبلغ قيوم وكالة الأنباء الألمانية «أنّه (مشرف) سيؤدّي اليمين الدستورية كرئيس مدني، ليس هناك شكّ في ذلك»، مضيفاً أن أداء اليمين قد يتمّ يوم الجمعة أو السبت المقبلين وذلك تبعاً للقرار الوشيك للمحكمة العليا حول تثبيت شرعية إعادة انتخابه في السادس من تشرين الأول الماضي.
ورغم بعض المعلومات التي رجّحت حصول لقاء بين الرئيس مشرّف ورئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، الذي يتّخذ من مدينة جدّة السعودية مقراً له، نفى شريف نهائياً صحّة هذه التسريبات، كما نفت مصادر رسميّة سعوديّة أن يكون جدول أعمال الزيارة يتضمّن لقاءً بين الرجلين.
وقال شريف، لوكالة «فرانس برس»، إنه رفض الردّ على اتصالات من مشرّف، داعياً رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو إلى الانضمام اليه في مقاطعة الانتخابات. وأشار شريف إلى أنّ مشرّف حاول الاتصال به ثلاث مرات خلال شهرين، لكنّه أجابه بأن «لا مصلحة» له في التفاوض معه. وأضاف «لست مستعدّاً للقاء هذا الرجل الذي أمر بتوقيف القضاة وكمّم وسائل الاعلام وعلّق الدستور».
وتُعتَبَر هذه الزيارة الاولى للجنرال ـ الرئيس خارج البلاد منذ اعلانه حال الطوارئ في الثالث من الشهر الجاري.
وذكرت وكالة الانباء السعودية «واس» أنّ الرئيس الباكستاني سيُجري محادثات مع الملك السعودي عبد الله تتناول العلاقات الثنائية والوضعين الاقليمي والدولي. كما لفتت إلى أنه سيؤدي مناسك العمرة.
ويبدو أنّ الاجراءات التي أعلنتها وزارة الداخلية الباكستانية أمس من خلال الافراج عن 3400 معارض، بينهم كبير القضاة الذي أطاح به مشرّف، افتخار شودري، لم تكن كافية لإرضاء شريف والمعارضة عموماً. وجاءت الخطوة كأنّها لتهدئة الشارع الباكستاني المعارض، وواشنطن التي أحرجتها إجراءات الجنرال منذ فرضه حالة الطوارئ، رغم أنها ترافقت مع اعتقال نحو 150 صحافيّاً ومحتجاً، خلال تظاهرة في حيدر آباد.
وفور صدور قرار الإفراج، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إنه «الخبر السعيد الذي قد يكون نقطة انطلاق جديدة في تنمية الديموقراطية في باكستان».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، واس)